السبت، 28 فبراير 2015

☆شماغ وتنورة☆ : هل في الحقيقة أصبحنا كالجراد

 
 
 
 
 
 
 
 

في موطني ...هنا...وهناك...أبواب كثيرة تفتح...ومواويل تقال...

وموسيقا بدون تعب تزور السماء صباحا ومساءا...

آه...تبحث عن إنسان ينتمي لي أنا...يصلني به رحم...

كائن حي ليس فيه مأساة هو قريب مني ينتمي الى جسدي وعروقي...

وهذا يستيقظ في ذاتي يبتسم لحروفي...إنه صاحبي ورفيق دربي في الحياة...

كالإسم تحمله وفي كثير من الأحيان تسأل ما معناه...إنه جارك الجديد...أو عرفته منذ الأمس...

كالصيف...أو كالشتاء...لهما موعد في ذكراك أنت...أحببتهما لأنهما من خلق الله...

وهذا قلت له أحبك في الله...فدخل قائمة ذاتك ولم تنسى إسمه أبدا...

هنا شكل كتب بأحرف أخرى...تتمسك به وتطلب له الفجر...

إنه مريض إلتقيت به وأنت تزور المستشفى...

لم تشفق عليه بل أحببت فيه إيمانه وصبره...

على هذا الكوكب كان لقاءك به...شعرت بأن الضوء الخارج منه فيه ذرات من الألم...

يأكل سرا رغيف خبز لأنه لم يستطع شراء اللحم...

فطلبت له الرزق والله هو الرزاق...

الهواء يلهو في خطواتنا والكل يحتفظ بأشياء يظن أنها مفيدة له...

المهموم له حروف ثائرة

والمديون له كلمات صابرة...

والولد الذي إشتهى هذه اللعبة في عتمة الحياة فقد السيطرة على ذاته...فبكى...

هو في الحقيقة لا يهدد بل يريد بالبكاء إطفاء ما في صدره...

ومرة... فكر إنسان ما أن يقطع الطريق...فكان خارج الوطن...

لم تكن أمنيته أن يكون مسافرا ولا مغتربا...غريبة هي الحياة...هل هي عشوائية...

نحن نشاهد من يسقط ومن يتساقط...

والكل تحت مظلة كبيرة...وقطاع الطرق كثر في أيامنا هذه...

هل في الحقيقة أصبحنا كالجراد...

صاحبي حدثني ذات مرة...أن والده ولعشرين سنة كل يوم يرجوه أن لا يترك وطنه...

وأنت في الغربة لست بمؤمن...وأن الغربة كافرة...وأنها سكين عميق في الداخل...

وأنك سوف تنسى الحرف الذي جاء به القرآن...

وأنت ستكون على طرقات كلها شقاء نفسي...

واليوم صاحبي وهو يحدثني يبكي ألما...لقد أغفل كلام والده...فمات واقفا...

هذه الرسالة لأبي لأني اليوم أحببت أن أقول له...

رحمك الله يا أبي...وعيد ميلادك هذا وإن شاء الله تكون في الجنة...هذا اليوم هو عيد ميلادك...

ماذا أقول لك فيه وأنت قلت أكثر مما أستطيع أن أحمله في أعماقي...

وحروفي هذه لأنك سهرت على تعليمي...وقلت لي ألف مرة...تعلم يا صن لايت...

كانت دائما كلماتك ممزوجة بحبات من دموعك...

لم تكن تتكلم كثيرا بل كنت بالنظر ترسم لي الكلمات...

أتعرف يا أبي...بالرغم من السنوات التي ماتت على أعتاب جسدي ما زالت الأيام مجهولة...

مرة كنت أنت القائل دائما...واليوم أنا الذي يكتب...وهذه هي صفحتي...

آلاف الكلمات أتصفحها كل يوم...وبألوان مختلفة...وبرائحة ذكراك أنت...

عندما أكتب ...يا أبي...أتوقف كثيرا وأنا ألملم حب هذه الحروف...وإنفعالي...

وضوء عينيك...وأدب لهجتك...وتراب قدميك...وثقل حروفك...وراياتك التي زرعتها في صدري...

وزاوية حبك في يقيني...وكلام الله الذي علمتني إياه قبل أن أتمكن من قراءته...

واليوم مأساة العالم أمامنا...ونحن بغباء عظيم لا نستطيع أن نفهم...

والكل يهلوس...ولا أحد في الحقيقة يحمل مصباحا حتى يرى الحقيقة من خلاله...

مرارة في قلوبنا...وألم في عقولنا...وبكاء في صدورنا...وثورة بين أصابعنا...

حاضر يا أبي...تقول لي ألجم قلمك يا صن لايت...

وسلام لك يا أبي من الشجر الأخضر....

ومن أنهار بلادي...وثمرات بساتين بلادي...

أحبك...

تحياتي

صن لايت

 

 

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق