☆شماغ وتنورة☆ إياك وأن تعيش الأمية في حياتك

فليفعلوا ما يشاؤون بالأرض...بالشجر...بالتراب...بالماء... لأنهم لا يدركون بأن السماء لنا... بإمكانهم إقتحام كل الأمكنة....ولكنهم لن يستطيعوا إقتحام السماء... لأن السماء في قلوبنا...حقا إنه العدو الغبي... لو جلسنا بهدوء مع الذات...فالديك لوحده يحدثنا بصياحه عن يوم جديد... عن أمل جديد...عن فكرة جديدة...عن صلاة جديدة ... عن فنجان قهوة لذيذة...عن صديق غاب عنا ورحل ... عن أم كانت بالأمس معنا واليوم إنتقلت الى رحمة الله... عن إنسان حنون كان حارسا لحياتنا وأحلامنا وأمنياتنا فتركنا برعاية الله... وترى في شوارع المدينة إمرأة...وهذه أيضا تحدثنا لوحدها وتخبرنا عن ذاتها... عن زوجها التي أحبته وأخلصت له...وعن أولادها السبع كيف ربتهم وكيف إعتنت بهم... كيف زرعت آيات القرآن في قلوبهم وأفئدتهم... وكيف أفهمت ولدها الكبير بأن عليه أن يكون قدوة لإخوته وأخواته ليس لأنه الكبير فقط بل لأننا سميناه محمد... وأفكاري سافرت أيضا الى جاري الذي مرارا وكل ما أصادفه يقول لي الحمد لله أنا بخير... بالله عليكم كيف أنتم بخير وكل ما حولنا في مهب الريح...في ضياع...في شتات... حتى الشمس تشرق علينا خجولة من أفعالنا وتصرفاتنا... والعقل يبحث عن وشاح ليغطي وجهه الحزين المليء بالتراب والغبار... لماذا وصل الإنسان العربي المسلم الى درجة من درجات الضعف والوهن... وأيضا الفرقة والتشاجر والشتم... وصديقي اليوم جاء باكيا...لأن زوجته جاءته لتقول له: إن إبننا يدخن....ثم زادت وبعد فترة إبننا يحشش... طبعا هو أهمل إبنه فضاع هذا الإبن... إنها الحياة نفهما ولا نفهما...ندرك خفاياها ولا ندرك تلك الخفايا... يقول أفلاطون:  عندما يتغير شخص تجاهك فتأكد أنه يريدك أن تخرج من حياته... ويقول شكسبير : حين يتجاهلك شخص ما فأعرف أنك الأهم لديه... الحياة حكاية عميقة وطويلة ولكنها في الحقيقة حلوة رائعة... الحياة تريدنا كائنات مثقفة...أن نكون ضمن من يحبونها...وأن نكون من الدارسين... من النبلاء المخلصين لقضايانا...وأن نفهم أين وجعنا الحقيقي... قبل أن تشكر والدك أو أمك عليك أن تكون ممن يفنون حياتهم من أجلهما... ليس المهم أن تقدسهما بل المهم أن لا تدعهم يحزنون عليك... عليك أن تتمكن من رؤية كل ما يدور في مخيلتهما وتصاحبهما في الحياة... إياك وأن تعيش الأمية في حياتك...هذا شيء مخيف ومرعب... كن ممن يحملون في الحياة رسالة مهما تكون قصيرة هذه الرسالة... إياك أن تصاب بالهلع وتذكر بأنك من مخلوقات الله وعليك أن تثبت ذلك... لا تنام وفي قلبة غصة حتى لو كانت صغيرة للغاية... وتذكر بأن ثمار الحياة التي عليك أن تفهما هي الثقافة والعلم... اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب... وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا... تحياتي صن لايت