| |||
الطفولة الخضراء...إنها عقيدة منذ كانت الدنيا.... في النهار كنا شياطين أبرياء...هكذا قالوا عنا... قرارهم هذا جاء عشوائيا...لأننا بالفعل لم نؤذي أحدا...لا قولا ولا فعلا... والفجر كان لنا أن نتهيء للذهاب الى المدرسة...قانون منشور... والشبابيك كانت دائما مفتوحة بأوامر أم البيت...الهواء يجب أن ينقي هذه الغرف... إذا العائلة يجب أن يكون أفرادها أصحاء...الحمد لله... الستائر لا نعرف لونها...في الحقيقة لم تكن موجودة... إذا عش العصافير ما زال معلقا على النافذة من الخارج...لا أحد يستطيع أن يتلفه... وأيضا أوامر ست البيت...عدم العبث بمخلوقات الله...والعش فيه بيض... فرحين نتوجه الى المدارس...سعداء...ضاحكين...مستبشرين... عندنا كرامة بالرغم من أننا حتى الآن لم نفهم ما معنى الكرامة... ولكن الوالد رحمه الله كان يحب دائما أن يقول لنا...الله كريم...وأمنا أيضا... قطعة من الحياة كنا...نصحوا وننام عليها...بشكل نظامي للغاية... لا ثرثرة أمام سيدة البيت...والدنيا عندها نظام الحياة... نخجل إذا نظرت إلينا طويلا...هذا يعني أننا أخطأنا أو على وشك... والروعة أننا نضع نظرنا في الأرض...نعتذر عن الخطأ أو نلتزم بالصح... نار طفولتنا ماذا ستحكي لنا إن إقتربنا منها... تسيل منا الحروف قبل الكلمات فلا نفهم إلا أننا أطفال فقط... والأنا الصامته في وجه الريح... فنتحرك بخفة في الطريق الى المدرسة ومسرعين في العودة الى البيت... لا تهمنا الريح لأننا سنجد حضن أمنا بإنتظارنا... مهما يقولون عنا فما زلنا أطفال المدارس لهجة الدنيا... قالوا زماننا ضاع...فلماذا هذا التشاؤم...يضحك صاحبي... ألم يكن حصانك أنت الذي جئت به لتقول مثل هذا الكلام... نسي صاحبي أني كنت أحب نشيد الصباح...لم أكن أجر العواطف ورائي... كان يروق لنا الهدوء في المدرسة لأن النظام كان من منبع القلب... نحن أطفال من بذور الموت خرجنا...وعلى ظهور أحصنة السماء متنا وتشردنا... هم يفرحون بدمائنا...ونحن نحتضن أما قد فارقت الحياة...وأبا يقولون أنه ذهب للجهاد... وعلى الأفواه تتعلق الإبتسامات كعنقود العنب في غير موسمه... وهذا طفل يطرق إسفل جسدك حتى تلتفت إليه...قامته قصيرة ماذا يفعل... حتى لا أموت من جديد هل لي عندك لقمة عيش...قالها لك وهو يبتسم...يظن أنها إبتسامة... أنا طفل وحيد في هذه الزحمة...والمساء يأتي باردا...وأخاف أن يأكل مني الجوع قطعة من قلبي... وأنت أيها الرجل ترمي في كفه الصغيرة قطعم معدن أيضا صغيرة...سامحك الله... ألم تسمع قصته...عفوا لم ألاحظ أنك مشغول بالهاتف الملعون... وهذا صاحبي يقول لي بالرغم من أني أرسلت بعض الصور أيضا لأول مرة أسمع بإسمه ولم يسبق لي وقرأت له حرفا واحدا على النت... الحمد لله أنه ليس بيل جيت...ولا مدير الشركة الأمريكية لمراقبة النت... وهذه هي كلماته: حاج رسائل ..... مللتني خلص شو ما عندك شي تاني... اللهم لا تفاجيء هذا الطفل بالمطر والبرد والثلج... لقد هجروه...وشردون...وتحايلوت على قوانين السماء... اللهم أنك الوحيد مالك الأرض والسماء...وما فيهما وما عليهما... أعطنا شمسا لندفيء بها عظامنا... وإجعلنا ننام وراء أبواب آمنة في أرض آمنة وتحت سماء آمنة... اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب... وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا... تحياتي | |||
|
الأربعاء، 4 مارس 2015
☆شماغ وتنورة☆ : الطفولة الخضراء...إنها عقيدة منذ كانت الدنيا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق