| |||
لم يكن أعمى...في الحقيقة كان يغم عينيه ليتأمل... الغاية التي يريدها كانت قاسية... كان يريد أن ينتزع أروع الأشياء من الطبيعة... بالرغم من أن تلك الطبيعة خربشت جسده... آلاف المناظر خرجت من تحت أنامله...دون أن يمزق واحدة منها... لأنها كلها كانت جميلة ورائعة كيف لا وهي أحلامه... وأذكركم أيضا لم يكن أخرسا... بالرغم من أن قلة كلامه فقط للتأمل... إنه الرسام الذي يجلس على الرصيف... كان صادقا كالخباز الذي نادى على الطفلة التي تمشي تحت المطر... وأعطاها رغيف خبز فور خروجه من النار نائما على قطعة ورق بنية اللون... نظرت إليه وحباة المطر تتساقط من جفونها... سيدي لا أملك قيمة هذا الرغيف... إبتسم وكأنه والدها وتمنى لو يستطيع أن يضمها الى صدره... وفور إدراكها أنه بدون ثمن أخذت ترقص تحت المطر... والغريب أنها لم تتمنى لو أعطاها رغيفا آخر... إبتعدت عنه والسعادة تأكل كل كيانها.... وكانت تحلم بحبة زيتون...أو قليل من الزيت... حتى تأكل الرغيف كما كانت ترى أمها وأباها...رحمهما الله... وكانت تتمنى لو تستطيع أن تزرع شجرة زيتون بالرغم من أنها متأكدة بأنها لن تأكل منها... شكرا طفلتنا الحبيبة الرائعة...كم أن قلبك طيبا نقيا... يراقبها الخبار الطيب القلب وهي تبتعد عنه...وتمنى لو تعود في الغد أيضا... ولكنها لن تعود لأنها كانت تفكر عميقا بأنها إن عادت سوف يغضب... وهي من اليوم أحبته من أجل الرغيف... إنها حقيقة الحياة...وجدت في وجهنا...لا لأن تضع مصيدة في طريقنا... بل لترقم حياتنا وتدلنا على الأفضل... وهكذا نعرف عنوان العيون الحنونة....الباكية...الصافية... لا نريد من الحياة كل ما نحب...بل نتمنى ونحلم بأن نكون مع من نحب... نغرس في قلوبهم حبا جديدا...كما غرس الخباز السعادة في قلب الطفلة... وننتظر الزيت والزيتون من الشجرة التي سوف تزرعها أحلام... شكرا أيتها الشمس على الخيوط التي أرسلتها من النافذة لتنام على أناملي وأنا أثرثر بهذه الطريق... وهكذا قبل أن أصرخ إنتهت رسالتي دعونا لا نختم قبل أن نقول... بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله علي نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا اللهم إفتح علينا بركاتك من السماء... اللهم إفتح علينا بركاتك من الأرض... اللهم أعد إلينا كل صديق غائب بصحة وبركة... تحياتي سن لايت | |||
|

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق