رسالة الى إنسان غريب...
إستيقظ ذات يوم فوجد الجمر في صدره...
نهض ببطء...ببطء شديد للغاية...
شعر أنه تناثرت عيونه على أطراف الرصيف...
وسمع ضجيج المدينة لأول مرة...كان يظنها هادئة...
ولكنه كان هادئا...وفي عنقه بصيرة...والرسالة واضحة...
ولكنهم خدرونا ولم يحسنوا التصرف...وأساؤوا إلينا بالطرق الشرعية...
لحظات بقيت تحت الإستبداد طوال لحظات مرعبة...
حتى ماسح الأحذية إنتفض وقذف بمعداته في وجه الرئيس...
ولد مع الإستبداد وكان يقرأه في وجه أبيه الحزين...
وتابع القهر وعندما كان ينام في حضن أمه كان يشعر بذلك...
حزين ذلك اليوم خرج من باب بيته يحدق بالأرض لأول مرة...
كان يعرف تمام المعرفة أن كبرياءه عريت...
هناك شيء ما يقتل في روحه... إنه الحب...
يذكر جيدا أن الجرائد بالأمس بالرغم من أنها كاذبة كتبت بالخط الأحمر...
تم إلقاء القبض على الداعية وهو يمارس الدجل...
هذا الخبر إمتد والصقيع الى عروقه كلها...
كان يؤمن بأن الواعظ إنسانا صادقا مؤمنا مخلصا....فأحبه...
وكان على يقين بأن الكاذب لن يكون داعية أبدا مهما حاولوا...
ما بناه الله ليس خرابا...وما خلق صالحا سيكبر صادقا...
فالحقيقة لا تلسع المؤمن...
ومن يصلي هو إنسان في عروقه إيمان حتى لو كان ضئيلا...
إنطلق الى الشارع ...لا خوف...ولا ألم...ولا صراخ...
ومشى كالإنسان المهذب...
والمارة إستغربوا لأنهم لأول مرة يشاهدوا في مدينتهم إنسانا مهذبا...
ونسوا أن الجذور مليئة بالخوف من القادم في هذه البلاد الدامية...
هل حقيقة أننا نحن ما عدنا نحن...والأرض ضاعت قبل الزلزال...
وهل لنا الحق أن نقول ماذا نريد...
لماذا لا ننزع أقنعتنا ونضحك...
وتذكر أن أمه بكت قبله...وأن والده عندما أراد أن يضحك على الشيطان سجن...
تماسك اليوم وتابع سيره حتى مكتبه...
جلس...وجاءته القهوة كالعادة...وإبتدأ يراجع الملفات...
وشيء في صدره تغير...شعر بالسعادة...
الوحشة ذابت من عروقه...وسمع أصواتا ونظر عبر النافذة...
وصعق...العسكر يطلق الرصاص عشوائيا على المتظاهرين...
أغلق النافذة وجلس الى مكتبه يبكي...
وقبل الختام...وبعد التحية...؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله علي نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار
وسلم تسليما كثيرا
اللَّهُمَّ فَرِّحْ بِنا نَبِيُّكَ الْمُخْتَارِ وَأَعْلُ بِنا الْمَنَارُ أَهَدِنا لِمَا تُحِبُّ يا غفارٍ...
اللَّهُمَّ أَفَتْحُ عَلَينا أَبْوَابَ رِزْقُكَ الحلال مِنْ وَاسِعِ فَضْلِكَ وَأَكْفِنا بحلالك عَنْ حَرامِكَ وَأغَنِنا بِفَضْلِكَ عُمِّنَّ سِواكَ وﻻ تُوَلِّنا وليا سِواكٍ...
اللَّهُمَّ جَنِّبْنا الْفَوَاحِشِ وَالْمِحَنِ والزﻻزل وَالَفِتَنْ مَا ظهرْ مِنْهَا وَمَا بَطْنَ...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق