// كيف بدأت الأسواق التجارية ؟.. \\ في القديم كان معظم الناس يعيشون في الأرياف ، دون محلات تجارية ، لأن التجمعات السكانية الصغيرة للفلاحين كانت متباعدة عن بعضها ، ولأن السلع نفسها أو عدد الناس أنفسهم لم يكن كافياً للبيع والشراء على أساس يومي . غير أن الناس كانوا يتجمعون للإحتفالات الدينية ، وكان التجار ينتظرون المناسبات التى يجتمع فيها الناس بأعداد كبيرة لبيع بضائعهم ، وبهذه الطريقة بدأت الأسواق في العصور القديمة ، وفي الحقيقة أن كلمة (فير) الإنجليزية الحالية التى تعني معرضاً تجارياَ جاءت من كلمة (فيريا) اللاتينية التي تعني (يوم العيد) أو (العطلة) . وكان المصريون القدامى يقيمون الأسواق للبيع والشراء عندما كانوا يتجمعون حول قبور موتاهم لأداء طقوس دينية ، وكان اليونانيون القدامى يتاجرون ويحتفلون تمجيداً لآلهتهم في دلفي . وقبل ظهور الإسلام كان الآلف من العرب يسافرون إلى مكة التي كانت مركزاً دينياً وتجارياً ، فيقضون إسبوعاً في عبادة أوثانهم ، وبعد ذلك يظلون في المدينة للمتاجرة في الجواهر والزيوت والتوابل .
كما كانت مثل هذه المعارض التجارية هامة في الهند والصين وبلاد فارس وبين الأزتك في المكسيك . وكانت الأسواق التجارية في الأمبراطورية الرومانية مرتبطة بإحتفالات الحصاد الدينية ، فقد كان الفلاحون يحملون إنتاجهم إلى تلك الإحتفالات فيبادلونها بالملابس وغيرها من المنتجات الحرفية . وفي العصور القديمة كانت إقامة الأسواق التجارية حقاً لمدن بعينها دون غيرها ، وكان الملك أو الإقطاعي يعطي هذا الحق إلى سيد المدينة ، وكان التجار الذين يريدون بيع سلعهم في السوق يدفعون مالاً لسيد المدينة الحاصل على الترخيص . وكانت توجد قوانين وقواعد خاصة للأسواق ، وكانت الأمانة مهمة جداً لعدم غش الناس . وفي الحضارات القديمة كان الناس يوقفون القتال في الحروب بينهم عندما يلتقون في سوق للبيع والشراء ، ويعتبرون مكان السوق مقدساً . ولعبت هذه الأسواق دوراً هاماً في تطور التجارة ، وجعلت المتاجرة بين الشرق وشمال أوربا وشرقها ممكناً .
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق