حوار تحت مقصلة البند السابع جريدة المستقبل العراقي الصادرة ببغداد في 18/9/2012 كاظم فنجان الحمامي سمعنا قبل بضعة أيام بخبر السيدة الكويتية المتبطرة, التي عرضت ثروة طائلة تقدر بنصف مليون دينار كويتي على إدارة نادي ريال مدريد الاسباني مقابل استضافتهم في منزلها بالكويت, والتصوير معها ومع أحفادها الذين يعشقون النادي الملكي. . نصف مليون دينار كويتي تساوي يا جماعة الخير ستة ملايين ريال سعودي, وتزيد على ثلاثة مليارات دينار عراقي, دفعتها سيدة كويتية مسلمة من جيبها الخاص في بادرة غريبة لتكريم جوقة (أيكر كاسياس فيرنانديز) وجماعته. . لسنا ضد هذه المرأة الكويتية المسلمة, التي هامت عشقا بالنادي الملكي, ولا ضد المرأة العربية المسلمة, التي وقعت في غرام جورج دبليو بوش, فعندنا في العراق وزير واحد كلفته حفلة زواج ابنه, فلذة كبده, في فندق (الأنتركونتننتال) بأمريكا حوالي مئة مليون دولار أمريكي, على ذمة المنتديات التي نشرت الخبر, وعندنا رجال دين طبعوا أقوى وأطول قبلة على شفاه بول بريمر, في الزمن الذي سقطت فيه مقصلة البند السابع على رقاب أطفال العراق, ولم تُرفع عنهم حتى يومنا هذا, فصارت من أبشع السيوف المسلطة علينا من دون أن نقترف ذنبا أو نرتكب إثماً, هكذا وجدنا أنفسنا في نهاية النفق المظلم في هذا الليل السياسي البهيم, يطاردنا الفقر بخناجره في البلد, الذي يعوم فوق اكبر بحيرات النفط في كوكب الأرض. . نحن الآن في أمس الحاجة لمن يتضامن معنا في تحطيم هذه المقصلة الظالمة, وبحاجة إلى فتوى تكفيرية واحدة من هذه الفتاوى التكفيرية المليونية, التي يطلقها رجال الدين هذه الأيام على ميكي ماوس وتوم وجيري, فتوى تكفيرية واحدة تناصر فقراء العراق وتحرِّم ممارسات البند السابع وتنعتها بالكفر والعهر والغدر. . نسمع هذه الأيام ببعض المواقف المادية الداعمة لبراعم الغناء والرقص في البلاد الإسلامية, ولا نسمع بمن يرعى براعم العراق ويحميهم من بطش مقصلة البند السابع, وربما كان الطفل الإماراتي الكبير (عبد الله بالخير) من دعاة (الخير), في منظار مدرسة الهشك بشك, عندما صوّت للصبية (كارمن سليمان) في برنامج عرب آيدل بمبلغ مليون دولار, لأنه كان يرى فيها أمل الأمة, ويعدها جسداً صاروخيا مثيراً, سيخطف الأضواء من نانسي وهيفاء, في الوقت الذي تساقطت فيه شظايا الصواريخ التي, قذفتها المافيات الطائفية فوق رؤوسنا, فخطفت أمننا واستقرارنا, وحولت حياتنا إلى سلسلة لا منتهية من الأحزان والمآسي, وهناك الكثير من الصور المقززة لمظاهر الإسراف والتبذير والبذخ, التي نهت عنها الديانات السماوية كلها. . نحن لا نعتب على جماعتنا الغارقين في بحار المحاصصة الطائفية, وإنما نعتب على الضمير العربي الإسلامي, وغيابه عن إصدار فتوى شرعية ضد ممارسات البند السابع. ربما يحاججنا رجال الفتوى بالأرقام الفلكية لميزانية العراق, التي بلغت عام 2006 (33.9) مليار دولار, وبلغت عام 2007 (41) مليار دولار, وبلغت عام 2008 (70) مليار دولار, وبلغت عام 2009 (70) مليار دولار, وفي 2010 (72.2) مليار دولار, وفي عام 2011 (82.6) مليار دولار, وقفزت عام 2012 إلى (100.5) مليار دولار, حتى صار المجموع الكلي (470.4) مليار دولار, فنقول لهم إن هذه الأرقام لا علم لنا بها, ولا ندري أين ذهبت ؟, وكيف صرفت ؟, وربما سيأتي اليوم الذي تخضع فيه الجهات المعنية للعدالة والمسائلة, لكننا نطالبهم أن يقفوا وقفة مشرفة كوقفة الفنانة الأمريكية الشريفة العفيفة النزيهة (انجلينا جولي), التي وقفت مع فقراء العالم, وغادرت منتجعات العز والبذخ والرخاء, لتعيش في أفقر التجمعات السكانية العراقية, وتقف وقفة مواساة مع أطفالنا, حتى صرفت أموالها كلها في بناء الوحدات السكنية وإيواء المهجرين والمشردين, وأنفقت ثروتها في بناء المدارس ورياض الأطفال, وفي جلب آلاف الأطنان من الغذاء والدواء والمستلزمات المنزلية, وأمضت أفضل أوقاتها في تفقد مخيمات اللاجئين, الذين لم يسلموا من مدافع الكاتب الكويتي (المسلم) عبد الله الهدلق عندما طالب حكومة تل أبيب بتضييق الخناق عليهم, في مقالاته, التي نشرتها جريدة (الوطن) الكويتية, ونشرتها الصحف الإسرائيلية. . نحن على يقين تام إننا سنسمع من يقول: إنها (كافرة), وإنها (متهتكة), فنقول لهم إن هذه المرأة المحسنة انضج بكثير من المسرفين والمبذرين المحسوبين على الإسلام, وهي عندنا أقرب إلى قلوبنا من أولئك الذين وضعوا أموالهم تحت أقدام فريق ريال مدريد, وأكثر مروءة بملايين المرات من المتهتكين الذين آزروا الراقصين والراقصات, ولم يلتفتوا إلى المآسي التي خلفتها مقصلة البند السابع المسلطة على رقابنا بلعبة سياسية تديرها دولة عربية (مسلمة) بقصد الانتقام من الشعب العراقي, وحرمانه من ابسط مستلزمات العيش الرغيد, http://www.youtube.com/watch?v=6qBZchYWX_I وهي بالتأكيد أكثر مروءة بملايين المرات من كلاب الناتو وضباع البنتاغون وغربان الشر, وهي أكثر مروءة من الذين نهبوا ثروات العراق, واستباحوا المال العام, ونسفوا الأسواق والمدارس بعبوات الحقد والكراهية, ونشروا الفتن الطائفية. . يقولون إن شاباً ارتطم ذات يوم بامرأة طاعنة بالسن, وبدلا من أن يعتذر منها, ويساعدها على النهوض من الأرض أخذ يضحك عليها, وما أن بدأ يستأنف سيره, حتى نادته العجوز قائلة: لقد سقط منك شيء, فعاد الشاب مسرعاً, وأخذ يبحث فلم يجد شيئاً, فقالت له العجوز: لا تبحث يا ولدي كثيراً, لقد سقطت مروءتك ولن تجدها أبداً. . |
|
|
|
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق