الكلام في التعليم عندنا مثل الذي ينفخ في قربة مخرومة
نظم التعليم وضعت التلاميذ في قوالب جامدة واساليب آلية،الغاية منه حفظ وايداع في الامتحان،وبعدها تتبخر المعلومات بفضل حرارة الشمس،وبراميل الزبالة تنتظر الكتاب المدرسي..!! احترام فوق التصور
ويصبح كل منتهى امله ان يحصل على شهادة لأكل العيش وللاسف مجتمعنا ينزل الناس منازلهم على قدر(قدرات وتحصيلات) لا على قدر عملهم
ماهي الاسباب التي جعلت هذا المتخرج تكاد تكون معلوماته ضحلة وشفافة،ولماذا لم تحل هذه المشاكل بطرق فعالة ومجدية
هل المشكلة من المدرسة والمدرس(اجنبي-وطني)او من الوزارة او من الاسرة او المجتمع او تسلط خارجي يمكن الجن والعفاريت ملتبستنا..تركت العالم كله الذي سبقنا بمئات السنين ولسان حالها
(بنحرق الدوافير)
وفي الحقيقة ان كل من اولا:المدرس
فيكاد الاخلاص لمادته معدوم الا من رحم ربي..فتجد عطائه يقل سنة عن سنة(يمكن خسر في الاسهم-او طلع عليه المهر اكثر من بيع السوق)واقرب مثل مادة الرسم والرياضه،فالاول يطلب التلاميذ الوان شمعيه وسحرية ومائية وخشبيه ومعجون صلصال وفرشات وكراسات للرسم..الخ
وبعدها ماذا..ينام!!؟؟
هل يعلمهم مما اعطاه الله في كلية التربية من منهاج..!! لا والله وانا عندي ابناء واسألهم
ومدرس الرياضه حدث ولا حرج..!! رمى لهم الكوره وراح يفطر او...(اين الصالة الرياضية المتكاملة البنية التي تنمي اجسامهم قبل عقولهم)وغيرهم بدون ان اتعمق
ثانيا:المدرسة
هل هي حقيقة مدرسة او صندقه(كثير من المدارس مستأجرة)..اين المختبر المجهز للعلوم الطبيعية على قولهم كيمياء فيزياء وغيرها..(ذبحونا بكلمة المدارس النموذجية)بل اين المكتبة والتي هي الاساس والقاعدة الرئيسية التي تنطلق منها ابداعات ومواهب عجيبه..منها نكلفهم بالبحوث وكل حسب ميوله دينية او تاريخيه او علمية او ثقافية...الخ
ثالثا:الوزارة وماذا فعلت في سوء البشارة،شعارها تقدم وامن وحضاره..وكل هذا بميزانية تجارة بليا خسارة
اسمحوا لي بكلامي العامي ولو اردت الزياده لاسترسلت ولكن نقصر وندخل لعلوم اكبر واكبر من منطقتنا ولنجعلها اقليميا
استضاف التليفزيون البريطاني اليهودي الاعور موشيه ديان عقب هزيمة 1967وجه المذيع سؤالا يقول فيه:الم تكن تخشى ان يتعرف العرب على طريقتك في الهجوم من خلال مذكراتك التي نشرتها بعد معركة 1956.حيث التكتيك؟
فأجابه بكل بساطة:لم اخف...لأن العرب لا يقرأون...!! سخرية واضحة..الاستدلال ان هذه الكيان ما زرع في بلاد المسلمين الا بسبب الضعف العام من كل النواحي العلمية والعسكرية وقبل هذا وذاك قلة الايمان ولا حول ولا قوة الا بالله
اما هذه الكلمة اعجبتني بصراحة..الدكتور العلامة فؤاد سزكين الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الاسلامية 1399يقول في اجاباته على اسئلة حول ازمات العالم الاسلامي وكيفية التغلب عليها:(انني ارى ان ازمات العالم الاسلامي كلها في فقدان العلماء الحقيقيين المعروفين،لانهم هم الذين يديرون حركة الصراع في العالم...اننا في عصر قيادة العلماء،لا الجهلاء ولا العساكر....
زادت المدارس وانشطرت الجامعات..ولكن عمق القضية لم تحل..!! طيب لماذا
يكفينا التصنيف العالمي لجامعاتنا...!!!
ومن العار ان نعيش عالة على صناعات غيرنا...!!!
فلنفكر كيف الحل...وقبل ان نشرب محلول التخمة الواضحة علينا فلنفكر في كيفية صناعة الحلة من القارورة وما فيها ومكينة الورقة المكتوبة عليها والطائرة المشحونة فيها والسيارة التي نقلتها والثلاجة التي حفظتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق