قال التنوخي
رايت رجلا من بني عقيل وظهره كله شقوق كأنها شرطات حجام،فسألته عن ذلك فقال
هويت ابنة عم لي وخطبتها وقالوا بشرط ان يكون صداقها (الشبكة)فرسا لبني بكر،فقبلت الشرط وخرجت احتال لأسرق الفرس من صاحبه
فأتيت الحي الذي فيه الفرس فما زلت ادور حولهم،فمرة اجيء الى الخباء الذي فيه الرجل كأني سائل،الى ان عرفت البيت الذي فيه الفرس
ودخلت من خلفه،فلما جاء الليل حضر صاحب البيت وقد اعدت المرأة العشاء،وجلسا يأكلان وقد استحكمت الظلمة ولا مصباح لهم وكنت جائعا
فأخرجت يدي واهويت الى القصعة فأكلت معهما،واحس الرجل بيدي فأنكرها فقبض عليها فقبضت على يد المرأة
فقالت له المرأة:مالك ويدي؟
فظن انه قابض على يد امرأته فخلى يدي فخليت يد المرأة واكلنا،ثم انكرت المرأة يدي فقبضت عليها فقبضت على يد الرجل
فقال لها:مالك ويدي؟
فخلت عن يدي فخليت عن يده وانقضى الطعام واستلقى الرجل نائما،فلما استثقل وانا اراقبهم وارقب الفرس مقيدة في جانب البيت والمفتاح تحت راس المرأة،فوافى عبد له اسود فنبذ حصاة فأنتبهت المرأة فقامت اليه وتركت المفتاح مكانه وخرجت من الخباء الى ظاهر البيت
فأذا هو قد علاها،فأخذت انا المفتاح ففتحت القفل،وكان معي لجام فألجمت الفرس وركبتها وخرجت عليهما من الخباء،فقامت المرأة من تحت العبد ودخلت الخباء وصاحت وفزع الحي فأحسوا بي وركبوا في طلبي وانا اكد الفرس وخلفي خلق منهم اصبحت وليس ورائي الا فارس واحد برمح يلحقني وقد طلعت الشمس واخذ يطعنني،فهذه اثار طعناته في جسدي،لافرسه يلحقه بي حتى يتمكن من طعني ولا فرسي ينجيني الى حيث لا يمسني رمحه،حتى وصلنا الى نهر عظيم فصحت بالفرس فوثب،وصاح هو بفرسه فقصرت ولم تثب،فلما رأيته عاجزا عن العبور وقفت لأريح فرسي واستريح،فصاح بي فأقبلت عليه بوجهي فقال:يا هذا انا صاحب الفرس التي تحتك وهذه ابنتها ردها على واطلب مني ما تريد من المال والابل
فقلت:انها مهر لعروسي ولولا ذلك لم افجعك بها
قال:لا يخدعك احد بها فأنها تساوي عشر ديات اي الفا من الابل،وما طلبت عليها شيئا الا لحقته،ولا طلبت عليها الا فت وسميت الشبكة لانها تصيد كالشبكة
قلت:نصحتني والله لأنصحك،فذكرت له ماصنع العبد مع زوجته وحيلتي بالفرس،ثم اطرق ساعة ورفع راسه
وقال:لا جزاك الله خيرا،طلقت الزوجة واخذت الفرس وقتلت العبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق