الاثنين، 2 سبتمبر 2013

Ƹ̴Ӂ̴Ʒ صندوق النمل Ƹ̴Ӂ̴Ʒ المبادرة الإماراتية : يوم الصدق العالمي






المبادرة الإماراتية

بادر الفرصة و احذر فوتها

فبلوغ العز في نيل الفرص

فابتدر مسعاك و اعلم أن من

بادر الصيد مع الفجر قنص

بهذه الكلمات المفتاحية الحماسية ، بدأت حديثي مع طلابي ، فبعد شهر كامل من تعييني مدرسا للغة العربية في مدرسة الإمارات في الشارقة ، خطر في بالي أن أضخ معاني الطموح و الهمة و الإقدام في طلابي ، كونهم في الصف الثامن الإعدادي ، يعني أنهم على أعتاب مرحلة خطيرة جديدة تأسيسية أعني ( المراهقة ) ، فبمجرد دخولهم إلى المرحلة الثانوية ، يجب أن يكتمل وعيهم ونضجهم الانفعالي ، فكان تحفيزي لهم بتلك الأبيات - بل بالطلب الذي طلبته منهم -  في محله ، من ناحية الزمان ، ومن ناحية المكان ، الزمان هو موعد العطلة الانتصافية بين الفصلين ، والمكان هو مدرستنا الموجودة في إمارة الشارقة المشرقة دوما بالإبداع و الابتكار ...

كان الطلب باختصار هو : ( المبادرة الإماراتية:

بادر مع زملائك إلى إيجاد مايفيد ، على الصعيد المدرسي أو خارجه ، للمواطنين و المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة )

وقد نبهتهم إلى قراءة هذا الطلب بشكل دقيق عبر شروط المبادرة :

1 – مع زملائك : يجب أن تكون المبادرة جماعية ، بهدف بث روح التعاون ، وتدعيم قدرة الطالب المشارك على العمل ضمن فريق .

2 – إيجاد : أن تكون المبادرة مبتكرة ، إبداعية غير تقليدية ، وغير مسبوقة بمبادرات طرحت من قبل  .

3 – مايفيد : أن تكون المبادرة مفيدة على الصعيد المادي أو المعنوي ، ويعود تطبيقها عمليا على أرض الواقع بالخير على الفرد أو المجموعة .

4 – الصعيد المدرسي أو خارجه : أن تكون المبادرة متعلقة بالطلاب أو الأطفال أو الكبار أو أي فئة من المجتمع ... ذكور ... إناث ... عمال ... صناع ... تجار ...

5 – للمواطنين والمقيمين : أن تكون شاملة لكل الجنسيات ، فلا تقتصر على جنسية دون أخرى ، لأن دولة الإمارات بلد عالمي مفتوح على الجميع ، فالواجب خدمة كل من يقيم فيه بغض النظر عن جنسيته أو ديانته ...

 

حمّس كلامي الطلاب ، وراحوا يشمرون عن سواعد الجد ، العبارات التي سقتها لهم عن وجوب أن يترك الإنسان خلفه بصمات عطر دالة عليه أعجبتهم ، والعشرين ألف درهم إماراتي ( مقدمة من وزارة التربية ) ، التي رصدتها لمن يبتكر أنفع مبادرة ، أعجبتهم أيضا ، صحيح أنهم الآن مجرد أطفال ( أربع عشرة سنة فقط ) إلا أن رغبتهم بالاتكاء على أضلاع القمر كبيرة جدا ، وصحيح أن قدراتهم الفردية محدودة للغاية ، إلا أنهم إذا عملوا متعاونين بروح الفريق ، أنجزوا المعجزات ...

 إلى هنا انتهت مهمتي أنا ، وبدأت مهمتهم ، وبالفعل كانوا بحجم الثقة التي منحتهم إياها بل أكبر ، على الفور بدأ تشكيل فرق العمل ، وتحديد أزمنة و أمكنة الاجتماعات.

 طالما أن اليوم هو آخر يوم دوام في المدرسة بسبب بدء العطلة الانتصافية ، فقد قرروا الالتقاء خارجها ، فريق الطالب زايد تكون من سبعة أعضاء ، وتم الاتفاق على اجتماعهم في ( القصباء ) المعلم السياحي الجميل المعروف ، وفريق الطالب خليفة تكون من أربعة أعضاء ، وتم الاتفاق على اجتماعهم في ( قصر الثقافة ) حيث الهدوء و الجو الإبداعي المميز ، وفريق الطالب سلطان تكون من ستة أعضاء ، وتم الاتفاق على اجتماعهم في ( مكتبة الشارقة ) بجوار الكتب العلمية والأدبية ، وبيئة توليد الأفكار الجديدة ، أما فريق الطالب راشد فقد تكون من أربعة أعضاء ، وتم الاتفاق على اجتماعهم في ( النادي الثقافي العربي ) حيث الخروج فورا من الجامع الذي بجوار النادي بعد صلاة العصر للاجتماع ...

بدأت ورشات العمل ، وكانت بحق ورشات عمل دؤوب ومتفاعل ، مارس الأطفال فيها أرقى أنواع الديمقراطية ، بل الشورى ، وتصارعت الأفكار بل تجاذبت وتحاورت ......

صحيح أنني لم أكن معهم ، إلا أن قائد كل فريق كان يوافيني بالمستجدات أولا بأول ، وكنت أنا أمدهم دوريا بآداب الحوار الواجب التمتع بها للوصول إلى الهدف المرجو من الاجتماع ، استغل الأطفال عطلتهم بما يفيد ، ومارسوا شكلا جديدا جميلا من العمل الجمعوي التطوعي التوعوي ، سمعوا أصواتهم ، وأخرجوا طاقاتهم الكامنة وعبروا عن ذواتهم أحسن تعبير ، كانت فرصة ( المبادرة الإماراتية ) فرصة مبهرة لي ولهم ، عرفت كم من الكنوز تحوي عقول و أفئدة أحبابنا الطلاب ، وعرفوا هم كيف يخططون لمستقبل زاهر زاه ...

كنت أستشف كل هذا التجاوب و التفاعل و التناغم بينهم ومنهم ، عبر التقارير التي كانت تصلني أيضا من كل عضو من أعضاء الفرق .

و أخيرا جاء يوم الحسم ...

بعد لقاءات تشاورية ، وبعد الكثير الكثير من جلسات العصف الذهني التي دربتهم عليها ، خرج لي هؤلاء الأطفال الأبطال بالنتيجة..

اليوم هو يوم اجتماعي بهم بعد انتهاء اجتماعاتهم التي وضعوا  فيها مبادراتهم الإبداعية .

أنا : أرحب بكم ترحيبا يليق بهممكم العالية وبحسكم الراقي ، وأبارك لكم سعيكم الدؤوب نحو التطلع للمجد ، ولخدمة الآخرين كل الآخرين ، ثم أشكر فيكم نشاطكم الوثّاب لتلبية طلبي بتقديم مبادرات جادة نافعة ، وأترك لكم عرض مبادراتكم ليصار إلى تقييمها ، متمنيا لكم التوفيق ..

زايد : هذا عصر كذاب ، سامحوني على هذه البداية ، لكن هذه هي الحقيقة ، التي أراد فريقي التخفيف من وطأتها على المجتمع ، ( يوم الصدق العالمي ) هذه هي مبادرتنا ، للقضاء بل للتخفيف من الكذب ، ونكاية بهذه العادة الذميمة والآفة المستحكمة ، فقد قررنا أن يكون هذا اليوم ، يوم 1 أبريل ، نعم في يوم كذبة أول أبريل ، أراد فريقي أن يغير وجهة أنظار العالم ، نحو الصدق ، فالصدق بر وفضيلة وخير ، بينما الكذب ضياع وضلالة وندم في الدنيا و الآخرة ، الصادق محبوب ، والكاذب مذموم ، الصادق فائز ، والكاذب خاسر ، إن النتيجة التي توصل إليها فريقي بعد دراسة وتمحيص هي أن أي جهد إنساني مصيره إلى التشتت ، إن لم يكن في الأصل مستندا إلى خلق الصدق و الالتزام والاستقامة ، وبهذا فمبادرتنا هي الترويج داخل وخارج المدرسة في الأول من أبريل سنويا ل ( يوم الصدق العالمي ) .

خليفة : اجتهد فريقي كثيرا واصلا الليل بالنهار للعمل على حملة ( مدرستي بيتي ) ، حيث النشاط التوعوي الدائم في كل مدارس دولة الإمارات ، لشرح فوائد أن يعامل الطالب أصدقاءه الطلاب كما يعامل إخوته في المنزل ، وأن يعامل أساتذته كما يعامل والديه ، وهكذا تحلو الحياة في المدرسة وفي البيت ، مبادرة فريقي تقوم على التوجيه بأهمية حسن السلوك في المدرسة ، لأن الطالب في أحيان كثيرة يمضي مع زميله من الوقت عدد ساعات أكبر من الساعات التي يمضيها مع أخيه ، وهكذا فتصحيح العلاقة بين طلاب الصف الواحد والمدرسة الواحدة مهم ، كأهمية أن تكون العلاقة بين الإخوة طيبة وصالحة وسوية ، ثم إن فضل المعلم المربي قد لايقل عن فضل الوالد والوالدة ، الأهل يهتمون بتنمية الجسد ، والمدرسة تهتم بتنمية العقل ، وهكذا فعندما تكون ( مدرستي بيتي ) فإنني أحسن للجميع ، ويحسن الجميع لي .

سلطان : فريقي ابتكر ( الطالب المسعف ) ، مبادرة لتدريب الطلاب في منظمة الهلال الأحمر الإماراتي ، على مبادئ الإسعافات الأولية ، وذلك كي يكونوا مستعدين دائما و أبدا للتعامل مع الحالات الطارئة ، لكن مايميزنا هو أننا نقترح تدريب كل الطلاب ، في كل المراحل ، أعني الابتدائية و المتوسطة والثانوية ، في المدارس العامة والخاصة ، في المعاهد والجامعات ، ذكورا وإناثا ، وهكذا تتوقع وتتمنى مبادرتنا ، التخفيف الكبير من معاناة أصحاب الإصابات الطارئة في المدارس والمعاهد والكليات و الأكاديميات ، عبر دورات تدريبية مكثفة يكتسبها الطلاب كخبرة ، توفر الوقت ، ريثما تأتي سيارة الإسعاف ، وطبعا سيبدأ فريقنا بالترويج لهذه المبادرة عبر كل وسائل الإعلام المسموع و المقروء و المرئي ، لما لحماية أجسام وأرواح الطلاب من أهمية بالغة ، فالوقت الذي تقطعه سيارة الإسعاف للوصول إلى المدرسة النائية مثلا ، يجب أن يستغله الطالب المدرب عن طريق إجراء إسعافات أولية ، بانتظار الإسعافات الأصيلة و الأساسية التي يجريها الطبيب المختص .

راشد : مبادرتي ( زادنا ) لتعزيز السلامة الغذائية ، حيث يقوم فريقنا بالتعاون مع جهاز الشارقة للرقابة الغذائية ، وبالتعاون مع بلدية الشارقة ، و بإشراف وزارة الصحة ، بحملة علمية عملية ، نظرية تطبيقية ، لزيادة الاعتناء بما يتناوله الطفل في المدرسة ، اقترحنا ابتكار شخصيات كرتونية ترويجية يتم إشهارها في مراكز التسوق في الدولة كلها ، وجهزنا سيناريو مسلسل للأطفال ، يشرح عبر مغامرات شيقة ، أهمية الاعتناء بأغذية الطلاب و الطالبات في كل المدارس ومن كل الأعمار ،

ثم يجب على هذه المبادرة / الحملة ، أن تقوم بتحضير آلاف الهدايا التنشيطية ، ونعني بها الوجبات السريعة المفيدة ، التي تختلف اختلافا كليا عن الوجبات السريعة الضارة ، التي يتناولها الأطفال في مطاعم الوجبات الجاهزة ، حيث يقوم أطباء متخصصون معتمدون من وزارة الصحة ، باختيار مأكولات لذيذة صحية في آن معا ، ثم نقوم بجولة نوزع فيها آلافا من هذه الوجبات على رياض ومدارس الأطفال ، لنعطيهم مثالا عمليا عن كيفية انتقاء الغذاء الصحي الطيب السليم .

أنا : سبحان الله ، ما احترت في حياتي كلها بقدر ما أنا محتار الآن ، كنت متوقعا بل متأكدا أنكم ستبادرون بأفكار جديدة مفيدة ، لكن لم أتوقع أن يكون خيالكم خصبا لهذه الدرجة ، سمعت منكم كلاما غنيا رائعا ، لايخطر حتى على بال الكبار ، فعلا لقد كنتم بحجم المسؤولية ، أثلج صدري ( يوم الصدق العالمي ) ، وأدهشني مشروع ( مدرستي بيتي ) ، وفاجأني جدا جدا مشروع ( الطالب المسعف ) ، و أعجبتني مبادرة ( زادنا ) ، وأنا الآن في حيرة من أمري ، بل عزمت أمري على مباركتكم جميعا بالفوز ، حقا لقد فزتم كلكم باهتمامي وفرحتي ، فزتم بقدرتكم على التفكير الإيجابي السليم المفيد ، فزتم بقدرتكم على محبة الآخرين ، لأنها هي دافعكم الأصيل لخدمتهم ومساعدتهم ، تصلحون أيها الأطفال الأحباب ، لقيادة من حولكم إلى حيث التلاحم المجتمعي ، و إلى حيث احترام الآخر ، بل التعايش مع الآخر ، بل خدمة ومحبة الآخر ...

و إذا كان لابد من اختيار فائز واحد - وياله من اختيار صعب - فإنني ومن باب الأمانة التي كلفتني بها وزارة التربية بأن أكرم فريقا واحدا بالهدية المادية التي تعينه على تطبيق مبادرته ، فإنني أختار فريق الطالب زايد ، و أعلن فوز مبادرة ( يوم الصدق العالمي ) لاتمييزا عن بقية المبادرات ، فكلكم ممتازون ومميزون ، و إنما هذه المبادرة عصرية ، أعني أنها تصلح لكل عصر بل تصلح كل عصر ، و إني إذ أعلن هذه النتيجة ، أعدكم وعدا موثوق التحقيق ، بأنني سأرفع مبادراتكم كلها إلى السيد وزير التربية ليصار إلى تطبيقها فورا ...

ما إن أنهيت كلامي حتى هجم أعضاء الفرق الأخرى على أعضاء فريق زايد مهنئين مهللين مباركين مقبّلين ، وأثبتوا لي مجددا قدرتهم العالية على تقديم مبادرات إبداعية راقية  ، وقدرتهم على العمل بروح الفريق ، والمحبة بروح الفريق ......

أحمد طقش

--
مجموعة صندوق النمل البريدية
http://groups.google.com/group/xv11-?hl=ar_US?hl=ar
مـلاحـظـات هـامـة
* الـرد عـلـى الـمـشـاركـة تــصـل لـبـريـد الـمـرسـل ولـيـس للـمـجـمـوعـة .
الـمـشـاركـات الـتـي يـتـم حــذفــــهــا مـن الـقـروب :-
1) - الـمـشـاركـات الـتـي تـحـمـل عـلامـة FW أو RE أو Fwd .
2) - الـمـشـاركـات الـتـي تـحـمـل روابـط لمنتديات أوقروبات أخرى .
3) - الـمـشـاركـات الـتـي لـيـس لـهـا عـنـوان .
4) - الـمـشـاركـات الـمـكـررة.
5) - يمنع نشر الأغاني .
6) - الـمـشـاركـات الـجـنـسـيـه. ( تحذف عضويته فوراً ) .
7) - يمنع طرح الأشعار الغزلية
(( تحذير ))
المواضيع الدينية المسموح بنشرها فقط ما كانت توافق مذهب أهل السنة والجماعة .
مواقع صديقة
الموقع الرسمي لشبكة الحل . كوم
http://www.al7ll.com
------------------------------------------
لـ للإستفسار أو المساعدة راسلني
http://aburame.arabform.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق