كم بكيت عندما شعرت بأني في وطني غريب...
لماذا عندما يقول إنسان كلمة جميلة حنونة الى قلبه يسجن...
لماذا عندما نقرأ حقيقة في مقال ما على النت وإذا أحببنا أن نقرأه مرة ثانية تأتيك الرصاصة القاتلة لقلبك الحنون...الموقع محجوب...
نعم أجلس وأتثاءب...
تستيقظ في ذاتي الحروف الجميلة والكلمات وتنفجر...
أهمس في البعد الذاتي...لا هروب من الموت...
لا سعادة كاملة في هذه الدنيا...
لا تستطيع أن تعيش بسلام في هذه الأيام...
قال لي صاحبي...أنا في زاوية ضيقة للغاية...أشياء كثيرة أحب أن أعيشها براحة وحرية وسعادة...والحقيقة لا أحد يملك الحرية الكاملة إلا في الحلم...وأنا ممن لا يحبون الأحلام...ماذا علي أن أفعل؟؟؟
ذات يوم ذهبت الى صانع الأحذية...كان جارنا في بلد يدفن فيه الإنسان واقفا...ناولته حذائي ليصلحه...إبتسم لي وقال: يا سن لايت هذه المرة الخامسة التي أقوم فيها بتصليح هذا الحذاء...أرى هواءك دافئا...
قلت له وأنا أبتسم :
يا جاري...أرجوك أن تتفضل بعمل ما عليك عمله بهدوء...فأنا غير مستعجل...وسوف أسمع حديثة الى الآخر...
فالحقيقة أن قدمي ترتاحان في هذا الحذاء...والحقيقة الأخرى بأني قد إشتريت حذاءين ولم أستطع أن ألبسهما إلا عدة أيام...
أنوه عن ذلك لأني أخاف بأن اليمن السعيد يرسل لي حذا جديدا...
فجرا وأنا برفقة والدي رحمه الله نتجه الى المسجد لصلاة الفجر قال لي كعادته وهو يبتسم:
يا سن لايت أتعرف بأن المال لا يشتري أشياءا مثل....
الإسلوب في الحياة...
الأخلاق...
السلام...الحب...الحنان...
وبألم أتذكرت هذا الحديث مع والدي لأنه كان آخر مشوار أمشي فيه الى جواره متجها الى المسجد...لأنه دخل في اليوم التالي المستشفى...
وفارق الحياة ...تاركا في قلبي حرقة...وعلى شاطيء أحلامي الضباب...
بللت ذاتي بالدموع...صباحا ومساءا...فجرا وعشاءا...
عندما كنت أحن الى أبي لا أذهب الى قبره بل ألتجيء الى الجامع الذي كنا نصلي معا فيه...هناك كنت أتحدث إليه...أوشوشه...ألتمس ظله بأناملي...
وبرموش عيوني...التي كانت وما تزال الدموع تبللها...
أنا لست بمجنون...أنا مثلكم أمشي تحت النجوم...
وأهجر الغضب...والصراخ...وأحن الى ينبوع الحياة...
شريط مر في خيالي وأنا عائد من الجامع بعد صلاة القيام...
وكان الأمام قادم من السعودية...ولله في خلقه روعة...آه كم القراءة أبكتنا...وكم الدعاء أذلنا...فعرفنا في لحظات من الزمن أننا لم نقم بواجبنا على أحسن وجه.. في رمضان...لهذا بكينا وهو أول من بكى...جزاه الله كل الخير...
على كل حال أنا آسف...أطلت عليكم...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق