رحم الله أمي كانت دائما تقول لي....
يا سن لايت...إذا كنا اليوم في حالة صعبة....
فلا تنسى بأن الأصعب سوف يلفنا لاحقا...
الكل يريد أملا في الحياة...
الكل يرغب بالعيش في الحياة مع رغيف خبز غير مغشوش...
معجون بهدوء بأنامل مخلصة...
ومخبوز بعناية ...
من هنا نخرج الى الحياة لنأكل هذا الرغيف بسعادة...وشهية...
وفي البداية نسمي عليه...
وفي النهاية نحمد الله لأن هذا الرغيف كان بين أيدينا...
آه يا صديقي الحبيب...
أذكر قصة رواها صحفي قال أنه إشتري لأمه غسالة أوتوماتيكية...
وبقي عدة ساعات يعلمها عليها...وجربتها أمامه...ففرح لأنه يريد راحة أمه...
في أحد الأيام عاد الى البيت بعد أن نسي مفتاح المكتب...
وتسمر مكانه...رأى أمه تغسل ثيابه بيديها وهي جالسة على الأرض...
نظر إليها...وقال معاتبا
ما هذا يا أمي...هل توقفت الغسالة عن العمل...
نظرت إليه عابسة وقالت:
هل تريد أن يغسل ثيابك غير أمك يا حبيبي...أصلا لم أستعمل الغسالة من اليوم التالي لشرائها...
يقول الصحفي إغرورقت عيني بالدموع وقبلت يد أمي...
عندما دخلت باب الدار أخبرني الأمل بأن الإعلام كاذب...
هو لا يخبرنا عن السارق الحقيقي...
لا عن جنسيته...ولا عن إنتمائه...ولا عن بيئته...ولا عن أخلاقه...
وإذا توجهنا نحو المجهول...نفقد ثقافته...وأبعاده...وحبه...
إذا لا أحد يجرؤ على قول الحقيقة...
قلنا لهم مرة...لا تسقونا لبنا ولا حليبا...نطلب ماءا نقيا...
إذا كنت تريد الحياة فتحرك ببطؤ...
وإذا كنت تريد حقيقة الأشياء بصدق عليك أن لا تنسى لبس النظارة...
قبل أن تفارق الحياة أغرس شجرة في هذه الدنيا...
ولماذا تتعثر في مشيتك...وقلت لي ذات مرة أنا لا أشتم أحدا...
صدقا أحببتك يا صاحبي عندما قلت لي...
أنا أسجد لأني أحب الله لا لأن يراني الناس...
رحم الله والدي قال لي ذات مرة ونحن في طريقنا الى الجامع فجرا...
يا سن لايت...تذكر أن الذي يجري وراءك هو الموت فقط ولا أحد غيره...
لهذا حتى لا تخاف منه...فتمسك بحبل الله...
ومن تلك اللحظة لهفتي كانت على الحاضر أن لا يذوب دون أن أزرع فيه كلمة حلوة...
لن أمزق الأشياء الجميلة أو القبيحة...
سأدفن نفسي بين طيات الأوراق التي تجعلني سعيدا...
وأجفف آثار من رحل عني...وبفضول سوف أبقي على أحلام أصدقاء اليوم...
صديقي لا تكن مشنوقا في هذه الدنيا ...ولا تترك الناس تتجمع على أعتابك غرورا...
كانت هذه خربشتي لك على حائط النسيان...
وقبل أن أتركك...أحملك أجمل الأشياء..
في أمان الله يا صاحبي...
وفي الختام وقبل التحية
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله علي نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار
وسلم تسليما كثيرا
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ دَيْناً إِلاَّ قَضَيْتَهُ...
اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ غَائِباً إِلاَّ حَفِظْتَهُ وَرَدَدْتَّهُ...
اللهم في ليلك أناس ابرياء يموتون خوفا فلا تنساهم...
اللهم على أرضك كفرة سجنوا أبرياءا فلا تنساهم...
اللهم من يبكي فجفف دموعه...
اللهم من يعيش بمرارة الحياة فحلي الحياة بعيشته...
اللهم أننا نصلي ونكتب الرسائل لك فسامحنا...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق