الخميس، 1 أغسطس 2013

Ƹ̴Ӂ̴Ʒ صندوق النمل Ƹ̴Ӂ̴Ʒ يوميات رمضان (24)


http://www.up9or.com/up11/13721931401.png  

في بيان أحكام الاعتكاف

 

الحمد لله وحده، والصلاة على نبينا محمد الذي لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 

اعلموا أن هناك عبادة عظيمة تتعلق بالصيام وبالعشر الأواخر وهي: عبادة الاعتكاف، وقد ختم الله به آيات الصيام حيث قال سبحانه:

{ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [البقرة 187] والاعتكاف لغة: لزوم الشيء والمكث عنده.

 

واصطلاحا: لزوم المسجد لطاعة الله، ويسمى جوارا، وهو سنة وقربة بالكتاب والسنة والإجماع، وهو من الشرائع القديمة، وفيه تقرب إلى الله تعالى بالمكث في بيت من بيوته وحبس للنفس على عبادة الله، وقطع للعلائق عن الخلائق للاتصال بالخالق، وإخلاء للقلب من الشواغل عن ذكر الله، والتفرغ لعبادة الله بالتفكر والذكر وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار، والاعتكاف مسنون كل وقت ولكنه في رمضان آكد لفعله عليه الصلاة والسلام ومداومته عليه،

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله" [أخرجه البخاري رقم 2026 ومسلم رقم 1172]، وقد اعتكف أزواجه رضي الله عنهن معه وبعده واعتكفن معه واستترن بالأخبية، وأفضل الاعتكاف في رمضان الاعتكاف في العشر الأواخر، لأنه صلى الله عليه وسلم داوم عليه إلى وفاته لقول عائشة رضي الله عنها: "كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله" ولأن العشر الأواخر أرجى لتحري ليلة القدر.

 

والاعتكاف عمل وعبادة لا يصح إلا بشروط:

 

الأول: النية لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمل بالنيات" [أخرجه البخاري رقم 1 ومسلم رقم 1907].

 

الثاني: أن يكون في مسجد، لقوله تعالى: {وأنتم عاكفون في المساجد} [البقرة 187] فوصف المعتكف بكونه في المسجد، فلو صح في غيره لم يختص تحريم المباشرة فيه، إذ هي محرمة في الاعتكاف مطلقا، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في مسجده، وفعله خرج بيانا للمشروع.

 

الثالث: أن يكون المسجد الذي اعتكف فيه تقام فيه صلاة الجماعة لما روى أبو داود عن عائشة: "ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة" [أخرجه أبو داود رقم 2473، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 315] ولأن الاعتكاف في غير المسجد الذي تقام فيه الجماعة يؤدي إما إلى ترك الجماعة وإما إلى تكرار خروج المعتكف كثيرا مع إمكان التحرز من ذلك وهو مناف للاعتكاف، ولا يجوز للمعتكف الخروج من معتكفه إلا لما لابد منه، وكان صلى الله عليه وسلم لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان، ولا يعود مريضا ولا يشهد جنازة إلا إن كان قد اشترط ذلك في ابتداء اعتكافه.

 

ويحرم على المعتكف مباشرة زوجته لقوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} [البقرة 187].

 

أي ما دمتم عاكفين، ويستحب اشتغاله بذكر الله من صلاة وقراءة وذكر واجتناب مالا يعنيه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" [أخرجه الترمذي رقم 2317، وابن ماجة رقم 3976 وأحمد في المسند 1 / 201، والحاكم في التاريخ 2 / 237، والطبراني في الأوسط رقم 2902، وفي الكبير 3/ 138 رقم 2886]، وله أن يتحدث مع من يأتيه ما لم يكثر، ولا بأس أن يتنظف ويتطيب، وله الخروج لما لابد منه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان ـ متفق عليه ـ فله أن يخرج لقضاء الحاجة والطهارة الواجبة وإحضار الطعام والشراب إذا لم يكن له من يأتي بهما، هذا هو الاعتكاف المشروع وهذه بعض أحكامه، ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح (إنه قريب مجيب). 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

http://www.up9or.com/up8/13665407701.gif

حديث اليوم

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ ، فَاعْتَكَفَ عَامًا حَتَّى إِذَا كَانَ لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْ صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ ، قَالَ : مَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعِي ، فَلْيَعْتَكِفْ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ ، وَقَدْ أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ مِنْ صَبِيحَتِهَا ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ " ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عَلَى عَرِيشٍ ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبْهَتِهِ أَثَرُ الْمَاءِ وَالطِّينِ ، مِنْ صُبْحِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ . رواه البخاري
http://www.up9or.com/up11/13721945341.gif

قطوف

قال الإمام الزهري - رحمه الله -:
(عجباً للمسلمين ! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله - عز وجل -).

http://www.up9or.com/up8/13665407701.gif

ذكرى

روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوما فجال بخاطره قوله تعالي :

(لـقد أنزلنـا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم)

فقال:

علي بالمصحف لألتمس ذكري حتي اعلم من أنا ومن أشبة؟

 

فمر بقوم (كانوا قليلاُ من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون

وفي أموالهم حق للسائل والمحروم)

ومر بقوم (ينفقون في السراء والضراء والكظمين الغيظ والعافين عن الناس)

فمر بقوم (يؤثرون علي أنفسهم ولوكان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

ومر بقوم (يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون)

فقال تواضعاُ منه اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء ثم أخذ يقرأ

ومر بقوم (إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)

ومر بقوم : يقال لهم (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين)

فقال اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء حتي وقع علي قوله تعالي :

(وأخرون أعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً عسي الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم)

فقال اللهم أنا من هؤلاء
http://www.up9or.com/up11/13721945341.gif
خاطرة

مَيْلُ القُلُوبِ إِلَى سِوَاكَ حَرَامُ

التخلية مع الرب ؛ من أجمل سعادات القلب ؛ وأي صلاح ، وأنس للقلب ، أعظم من اللبث عند عتبة الرب ؟

وقد أكسبه العزة ، وغمره في بستان العارفين ، وارتقى به في منازل السائرين ؛

فليت شعري أين المحبين ؟

(( مثل المعتكف ؛ كرجل له حاجة إلى عظيم ؛ فجلس على بابه يقول :

لا أبرح حتى تقضى حاجتي ، وكذلك المعتكف ، يجلس في بيت الله ،

يناجي ربه ومولاه ، ويقول : لا أبرح حتى يغفر الله لي ))

فالاعتكاف سنة المرسلين ، وهدي الصحابة والتابعين ،

والبيت المسلم فيه شعث ، لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى ؛

فاقطع العلائق عن كل الخلائق ، وتخير مسجداً تكن فيه غريباً ؛

فهو أدعى لإخلاصك ، واستثمار أوقاتك ؛ فجل طاعات رمضان ،

تجتمع في الاعتكاف ، فإن لم تنفرد ، وتخلو بربك ؛ فمتى ؟

فما أنت إلا عابر سبيل ؛ فامض إلى غاية لا تغيب ، وسارع إلى مقصد لا يخفى ،

واسع إلى نهاية لا تضل .

فقد سار الركب ، وأوشكت القافلة أن تصل ؛ فانضم إليهم ، وتربى على معينهم ؛

إذ تربوا على أعين النبوات ؛ فإن فعلت ، فقد رجي للبيت المسلم ؛ أن يذوق طعم حب الله ،

والأنس به ، والاشتغال به عن غيره ، فإن ذقت ؛ فقل للأنام :

(( مَيْلُ القُلُوبِ إِلَى سِوَى اللهِ حَرَامٌ )) .
http://www.up9or.com/up11/13721931402.gif
http://www.up9or.com/up11/13721931403.gif
إن زادت الآهات واشتدت الأزمات ،،
فاللَّهم يافاطر السَّماوات ، وكاشف
الظُّلمات ، ارزقنا نطقها عند الحاجات
ونجنا بها بعد الممات ،،

http://www.up9or.com/up11/13721931404.gif
http://www.up9or.com/up11/13721931405.jpeg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق