كان يجلس على قارعة الطريق...لم يكن متسولا ولم يكن بائع جرائد...
وقفت قبالته أتأمله... ماذا يفعل هنا؟؟؟
رفع نظره إلي بشيء من الخجل...
وأدركت في نهاية الأمر أنه يبيع خرائط...سألته عن أبعاد تلك الخرائط...
قال إنها خرائط الوطن العربي والإسلامي بعد إلحاح البعض علي...
إبتسمت بشيء من الغباء...خرائط الوطن العربي والإسلامي وهذه الأرض مبعثرة...دامية...
قطعة هنا مشلولة...قطعة هناك مبعثرة...قطعة في زاوية الزمن الرديء...
لا يا أخي توقف كيف تبيع خراط أمة باعت نفسها للضياع من زمن بعيد...
منذ ضاعت فلسطين...وضاعت القدس...وضاعت الضفة...وضاعت غزة...
هناك شروط سرية تفرضها أمريكا على زوار البيت الأبيض أن لا يتحدثوا عن مسألة الشرق الأوسط
ولا عن إسرائيل...وإلا نحن مشغولون في قضايا أخرى...نعتذر لا نستطيع إستقبالكم...
لا تدع لأحد بأن يخبرك ما عليك أن تقدمه للحياة لأنها حياتك...
هل حقيقة طال سباتنا وإنتهت قصة القلم والريشة وكل صحفنا تحولت الى اللون الأبيض والأسود...
وماتت أشجارنا لأن الإصفرار دخل أوراقها وننتظر للريح أن تقلعها...
تريد حرية التعبير...أعرف أنه مطلب الإنسان منذ فجر الخليقة...ولكن حتى الآن إنها
مكبوتة وحزينة ومؤلمة وليس له منبر في عالمنا المشغول بالجزئيات
وغاب عنه حقيقة القيم...خلقنا لنتكلم...هذا حق من حقوقنا الأبدية...
البرامج التلفزيونية الهابطة والسخيفة في عالمنا العربي تدل على مدى الإنحطاط الثقافي
عندنا وعند المسؤولين على هذا الإعلام...إعلام حر !!!!!!
تصرف بإيمان فيزداد إيمانك...
عندما يموت القانون وتتبعثر العدالة وتتشتت النوايا ولا يبقى لنا من الحياة
إلا الكذب يكون الإنسان قد غابت عنه نعمة الله...
الكل يعلم وخصوصا كل ذي عقل نير بأن التغيير سنن وقوانين ونواميس إلا العرب...
السلام الأمريكي لنا مشروط وهكذا تموت قضيتنا وتتلاشى أحلامنا
إن كانت هناك أحلاما ترجى...
لا نجد مسؤولا عربي واحدا يحدثنا بصراحة لأنهم يخافون الإثارة...
المسؤولون الأمريكيون يرفضون التكلم مع الصحفيين العرب...
حتى الأمريكي العادي هناك يقول أن من يحاصر غزة هي أمريكا...
ومن يحتل الضفة هي أمريكا...فإسرائيل هي قضية أخرى...
ونحن لا نقرأ ولا قصة...وهناك من يكتب قصة بعد قصة...ويكتبوا لنا...
ويحاولون أن يقدموا لنا مشكلتنا التي نحن لا نعرف منها الحقيقة...
نحن لسنا أمة صهيونية...نحن لسنا أمة مسيحية...نحن أمة مسلمة...
بالرغم من أن البعض منا متعصب ومنا غير متعصب...
وهناك متعصب له خطاب ديني أعمى...
والغير متعصب وله خطاب ديني كمعبد مليء بالهواجس والتناقض والأسئلة...
وفي كل الحالات هناك آثار مدمرة...
نحن نهدد خطابنا...ونهدد كبرياءنا...ونستعد للسقوط ...
وفي النهاية لا نصل الى نهج جديد...نبقى مشرزمين...ممزقين...كما نحن عليه الآن...
وتبقى بورما تنذف...
اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب...
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه
الأخيار وسلم تسليما كثيرا...
تحياتي
صن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق