☆شماغ وتنورة☆ : يوم لا يحمل شهادة ليثبت أنه يوم

إذا كان لك عدو واحد وعذبته وأذللته فسوف تخلق لك ألف عدو... كنت أتحدث عن السجون العربية فقال لي صاحبي أنسيت السجون الأمريكية... ضحكت كثيرا وقلت له أنسيت أننا مسلمين والله والرسول كرم الإنسان ... قالوا كبرنا ونسينا...أنا أضحك...نحن لم ننسى... وهل ننسى طرق الأذى في السجون... وعلى أعتاب أماكن مظلمة لتعذيب الأبرياء بحجة الأمن... جميل ورائع ممزوج بالألم والحزن والدموع أن تجد أن أهل المتوفى في يوم العزاء الأول يجلسون ويتحدثون عن الميراث ... حرم الله قتل النفس إلا بالحق... والجندي يقتل...وفي كثير من الأحيان يقتل الأبرياء... هذه مشكلة بحاجة الى توضيح... يوم هاديء... يوم جميل... يوم تتلاطم فيه الأحداث... يوم لا يحمل شهادة ليثبت أنه يوم... يوم سافر من مدينة عربية الى مدينة عربية أخرى بدون هوية فتم إعتقاله... يوم بلا أبعاد ولا حدود أحب أن يشعر بالحرية فإنتقل الى جاره فتم رميه بالرصاص... يوم طموح يحمل في طياته شاعرية فجاء المنع لأنه يتفلسف... يوم كلماته كلها متناثرة لا يجمعها إلا الحروف المبهمة أيضا أعادوهوا من حيث جاء... فجأة الحياة تحولت الى أحداث... حدث يبكي بألم...حدث يتألم ولا يستطيع البكاء...حدث يهاجر لوحده... حدث يتشاجر مع ذاته...حدث يتخلى عن القيم بالرغم من أنه لم يولد بعد... حدث لا حول ولا قوة له لأنه ولد يتيما بلا أب ولا أم... حدث ينتظر الفرصة ليصل الى بر الأمان... حدث ينتظر القدر لصياغة حاضره ومستقبله... حدث ينتظر التاريخ ليسجل فيه ما يطلب منه بالرغم من كبريائه... حدث ينتظر عربيا ليعترف به أنه من هذه البيئة... حدث تحول الى تمثال ليهجر وهذا كفاية له... حدث يبكي على صلاح الدين لأنه في الحقيقة تعب...ولكن لم ينسى الإيمان بعد... حدث يستغرب من سفك الدماء بإسم الأمن الحرية والسلام والدين... حدث لا يخاف الغزاة بالرغم من هذه الهجمة المخيفة... حدث نسي الأجداد وما علموه إياه فضاع في التيه... حدث يضحك على قصص الماضي لأنه كان يعرف وتألد بأنها كاذبة... حدث يحاول أن يكون تاريخا صادقا بالرغم من عدم إقتناعه... حدث رفض الإنتصار لأنه باطل بكل المفاهيم الإنسانية... حدث يحدثني منذ الفجر بأن القمر يبكي ويتألم مع أطفال العرب... حدث يؤكد لنا بأن مدرس التاريخ فشل في توصيل المعلومة الحقيقية... حدث يؤكد بأن مدرس اللغة العربية قد أهمل كل الحروف المهمة في حياته... كان صاحبي وفكرته التي يصر عليها بقوله: من يعطيك الحق بأن تقسم بلاد الله وتقول هذه لي وهذه لأولادي وأهلي... سيبقى الصراع على أرضنا العربية الحزينة المتألمة المقتولة المذبوحة حتى نستطيع السيطرة على الإستبداد والحرمان... هل حقا هناك صراع بين الخير والشر... أدخل ذاتك وأقف بصدق أمام ما في هذه الذات... إنسى كثرة الإنكسارات في حياتك... أنظر الى الألم الذي يعيشه الإنسان في المجتمع... إذا كان لدينا قانونا حقا نكون من الأخيار... إذا كان لدينا نظاما حقا نكون من الأخيار... نسأل بصدق من يستسلم لمحنة ولا يصارع من أجل قصة أخرى... هل هنا يتوقف الخير ويبدأ الشر... هل الشر يبدأ بالتوغل في الأساس وفي الكيان حتى يتخلى الإنسان عن إرادته فيصل الى أحداث عجيبة غريبة فلا يفهم حروف حياته... هنا نخرج ونقول أنه شرير... الثقافة الحزينة ثقافتنا...هل ثقافة الأفراد معدومة... وكيف علينا أن نهضم الثقافة حتى تكون ثقافة فعالة في الحياة... أحد مشايخنا له ثقافة بأن يصلي في الشام...هذا حق من حقوقه... وشيخ آخر له ثقافة أخرى ولكنه أخذ يجرح بذلك الشيخ... لماذ؟؟؟سؤال محترم...لأن شخنا لم يقول بإذن الله سوف أصلي في الجامع الأموي... فقال فقط...سوف أصلي في الجامع الأموي... نسيان...خطأ...غضب...زلة لسان...أعطي لأخيك عذرا... هذه هي ثقافتنا الباكية...الحزينة المتألمة... اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب... وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا... تحياتي صن لايت