الأحد، 30 سبتمبر 2012

Ƹ̴Ӂ̴Ʒ صندوق النمل Ƹ̴Ӂ̴Ʒ لماذا شوه تاريخ العرب في الجاهليه



لماذا شوه تاريخ العرب في الجاهليه؟

 

كما هو معروف ان تاريخ العرب في الجاهليه لم يدون الا بعد ظهور الاسلام.فتسابق المؤلفون في ميدان الحط من شأن العرب في الجاهليه

مدفوعين بعوامل من الدين ودوافع من العصبيه الجنسيه

اما اللذين اندفعوا بعوامل الدين ،فقد فهموا ان الحط من شأن العرب في الجاهليه يمثل_ في زعمهم خدمه للاسلام،وبالغوا في ذلك

حتى جعلوا الحط من القيم في العصر الجاهلي،نوعا من العباده التي يتقرب بها العبد الى ربه،ولم يبالوا بقرب هذه المفاهيم من الحقيقه التاريخيه او بعدها عنه

واما الفريق الاخر الذي انقاد الى العصبيه الجنسيه وسيطرت عليه العنصريه،فقد راى ان الحط من شأن العرب يرفع من شأن قومه ويشفي من حقد نفوسهم على هذه الامه:ويستوي في ذلك الفرس والرومان ،والاتراك والهنود،حيث ساروا على نفس الطريقه،من تسويد صحائف العرب في الجاهليه،وتسفيه عقولهم بأساليبهم المختلفه

ونستشف من ايات من القران الكريم،وصفا لحياتهم وما بلغوه من القدر الحضاري،والحياه المترفه،وقوة الجدل،وشدة البأس

مما يدل على تفوقهم عقليا ونضوجهم فكريا في شئون دنياهم:ومدلول ذلك من قوله تعالى

(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخره غافلون)

سورة الروم :الايه 7

فبعض المؤرخين صور قبائح العرب

سفه وحمق ،وتخلفهم في كل مجالات الحياه

ففي مجال الاقتصاد،ليس لديهم من وسائل الماده ما يكفيهم.فهم يعيشون على الغارات،ويحترفون السلب والنهب واللصوصيه

وفي مجال الفكر والحياه العقليه،هم اجلاف:يعيشون في جهاله وتخلف عقلي.وليس لديهم معرفه ولا مظهر من مظاهر الثقافه

وفي مجال الخلق:هم لايعرفون طريقا للفضيله،ولا سبيلا للعادات الحسنه،والمعاملات الكريمه..قوم تخلفوا بين جبال الجزيره العربيه،وتاهوا في صحاريها فبيوتهم لاتتجاوز الخيام الا الى الكهوف والمغارات

عاشوا بين اغنامهم وابلهم:يتنقلون وراء مواقع المطر،ومنابت الكلا.اصحاب هذا القول :اعتقدوا_ تدينا_انهم كلما بالغوا في الحط من شأن العربفي الجاهليه،كلما رفع ذلك من شأن الاسلام فراحوا يرسلون القول على عواهنه،من غير تحيق ولا بحث عن الاسانيد

وجهلوا - او تجاهلوا انه اذا ثبت سفاهة العنصر العربي،وسجلت على العرب الغفله والبلاهة والسفاهة فقد حطوا من شأن الاسلام كله،وادركتهم الغفله عن حكمة اختيار الله لامة العرب لتكون خير امة اخرجت للناس،وغاب عنهم تشريف العالم كله باصطفاء رسول من العرب

  ومفهوم العرب ليس قاصرا على اهل الحجاز بل هناك من سكان الجزيره العربيه من الغساسنه والمناذره وجنوب اليمن

فالكتاب عربي والرسول عربي .قال تعالى (انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون )سورة يوسف 2

وقد كانت قوافلهم تغدوا وتروج للتجاره وفريق اخر كان مستقرا في المدن والحضر:يتمتع بالملك والسلطان،ووسائل الحياه الناعمه والمترفه.فكانت لهم الصلات القويه البارزه مع الساسانيين في بلاد فارس والرومانيين في الشام قال تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)سورة البقره143

فأستعمال كلمة امه،يرشد_حتما_الى عموم العرب

النشاط التجاري

 لو تصورنا ان اللذين وصفوا عرب الجاهليه،بالانحطاط والتخلف العقلي والمادي،كانوا يقصدون عرب الحجاز،فهم مخطئون،لانه قبل وقعة بدر كانت هناك ست حركات جهاديه للمسلمين في سنه واحده كانت على شكل طلائع استكشافيه في صور سرايا تعترض قوافل قريش التجاريه..ومعنى هذا انه كان لقريش _ في عام ونصف عام_ سبع قوافل تجاريه بين الشمال والجنوب في البحر والبر على السواء

ايضا الهجره الاولى التي قام بها المسلمون الالون،من مكه الى الحبشه،قال تعالى(والذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنه)ايه41

فطبيعة هذا الاتصال تكون قد فعلت فعلها حتما،في اقتباسهم كثير من مظاهر ووسائل تلك الحضاره.كما ان التضخم المالي العائد عليهم من الارباح الطائله في المجال الزراعي والتجاري وما كان يكسبه الصناع والعمال من صناعاتهم وحرفهم،كل ذلك قد ساعد على الوان من الترف ولاسراف في حياة كثير من القبائل المقيمه في مكه او الضاربه في البيداء.قال تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومه والانعام والحرث ذلك متاع الحياه والله عنده حسن المآب)سورة ال عمران14

النشاط الزراعي

نجد ان في القران الكريم ايات كثيره شاهده على ان قطاع الزراعه كان له نشاط ملحوظ لدى العرب قبل الاسلام قال تعالى(مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبله مائة حبه)(واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا.كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا.وفجرنا خلالهما نهرا)سورة الكهف33

نجد ان المثل لايضرب الا وهو معروف لمن يضرب له،فهو منتزع من واقع حياة العرب ،وهناك ايضا جنات معروشات ،وحدائق ذات بهجه،واشجار مثمره:الزيتون والرمان والنخيل والاعناب والطلح (الموز)والفواكه والبقول والخضر،وكلها وردت في القران الكريم

كل ذلك يمكن ان يقوم برهانا على مدى ما وصل اليه اهل تلك المناطق في المجال الزراعي

النشاط الصناعي

ايات من القران الكريم(لو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم)(ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا)

ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط

ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين)

(وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم

(الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاه فيها مصباح المصباح في زجاجه الزجاجه كأنها كوكبّ دريّ يوقد من شجره مباركه

فذكر الباري في محكم التنزيل المساكن والبيوت والغرف والحجرات والابواب والسقوف والاثاث من اسرّه وارائك ونمارق وزرابي والفرش وبطائنها وذكر الاواني من قدور وجفان وصحاف واكواب واباريق وكئوس ومصابيح ومشاك وزجاج

واصناف الحلى والزينه ...والثياب والجلابيب والسراويل والقمصان والنعال

والرماح والسلاح والسكاكين والدروع والسلاسل والاغلال

وادوات الكتابه من قراطيس واقلام ومداد وورق

والمعادن من حديد ونحاس وذهب وفضه ...والصلصال والفخار واللولو والمرجان

وذكر سبحانه المكاييل والموازين

وهذا يدل على انه كانت هناك طبقات من الصناع المهره في اعمال البناء ونحت الحجاره وعمل الحداده والنجاره والتنجيد والصياغه

وهو ماتشير اليه الايه (...سخر لكم البحر لتأكلو منه لحما طريا وتستخرجوا منه حليه تلبسونها)سورة النحل14

 

من كل ماسق،ندرك ان الحياة العربيه كانت تزخر بأنواع النشاطات المختلفه في ميادين التجاره والزراعه والصناعه،وانها حياة امه قد وضح فيها النمو الحضاري،وقطعت في هذا السبيل شوطا لابأس به 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق