وقفت على رصيف المدينة... كان الوقت صباحا الساعة العاشرة... أردت أن أراقب المارة... هذه إمرأة غير محجبة...تقطع الشارع...تأكل شيئا...ليس علكة... وفي يدها ورقة بقايا ما أكلت...تقطع الشارع وترمي الورقة على الأرض... ممسكة بيد ولدها...وبعد لحظات يقوم الولد برمي ما بيده على الأرض أيضا... ثقافة الإنسان العربي... وهذه إمرأة محجبة مع ولدها تدخل السوبر ماركت...في الخارج كانت ممسكة بطفلها... وعندما دخلت السوبر ماركت تركت هذا الطفل على هواه...وكأني بها تقول له... أنت حر يا بني إفعل ما تشاء...وكأن هذا المحل لوالدها أو لزوجها... وهي تتجول هنا وهناك...إنها لا تراقب ولدها ولا تسأل عنه ولا تخاف عليه... ولن أضع أمامكم ما يفعله هذا الولد في ممتلكات الغير... ثقافة الإنسان العربي... الكلام الجميل والقبيح والمخجل والغير مؤدب في الحقيقة لا أحد يستطيع أن يحاسبك عليه في هذه الدنيا...ولكن عليك أن تتذكر جيدا بأن الحصيلة هي أنك ستحمل كل هذا كزاد لك في الآخرة...والحق هو صاحب كل شيء... أنا مسلم...إنسان...أشعر أيضا...ولي قلب مثلكم... تحزنون على فرنسا وبلجيكا وتركيا والبعض مع حزنهم وألمهم دموع وبكاء... والسؤال الغريب والذي يقتل الفؤاد ألما...هم ماذا فعلوا بالعراق...بليبيا...ببلاد الياسمين... ألا يحق لنا أن نقف وقفة مسلم مؤمن عادل... أذكر جاء واقفا أمامه يسأل عن أخيه...ولكن الآخر وفي العيون ألف دمعة ودمعة... والوجه شاحب لا تستطيع أن تعرف ما به وحتى ما لونه... على لسانه كلمات لا يعرف كيف خرجت وما هي شكلها وكيف دخلت قلب الأخ السائل... لقد تأخرت بالعودة يا صاحبي...أخونا مات...رحمه الله...إنها الغربة ... كان قبل هذه اللحظات...السؤال هل كنت غنيا عندما نسيت أن تزور صديقك أم إنك نسيت ذلك ولقد تجاوزت أكثر من شهر على ذلك... أنت يومها فكرت بأن تحمل إليه شيئا مع هذه الزيارة..كتابا... كان يحب الكتب...تذكر جيدا ذلك... وعندما وصلت أنت ولست أنا الى الباب وطرقت هذا الباب خرجت عليك إمرأة بثياب سوداء... لأول مرة تشاهدها...وأنت الذي لم تنقطع عن زيارة هذا الصديق... لا تتسرع في الحكم على الآخرين قد تجرح إنسانا يحبك... فالكلمة منبع كل شيء...الكلمة هي ثقافتنا...الكلمة هي تعارفنا...الكلمة هي خيوط الحياة... الكلمة ممكن أن تكون أروع لوحة لإنسان حقا هو رائع... الكلمة مزيج من علم وصبر وإيمان... وتشتبك الكلمات معا لتأتي لك بأروع الأحاديث...وأجمل المعاني... وتطرق باب القلب لتدلك الى الطريق... وصديقي الصامت...وصديقي الحزين...وصديقي الحنون...وصديقي المحتار... كلهم هنا في نطاق الكلمة... اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب... وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا... تحياتي صن لايت | ||||||
|
الجمعة، 16 سبتمبر 2016
☆شماغ وتنورة☆ : ثقافة الإنسان العربي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق