☆شماغ وتنورة☆ : نحن ينقصنا الصدق في حياتنا حتى نستقيم

جلست على قبر زوجها تناجيه وتشكي له همها وتبكي بحرقة وألم وحزن: يا أبو محمد وينك في هذه الحياة الصعبة ... لقد رحلت وتركتني...وتركت لي أولادك وهم بحاجة إليك... إبنك محمد يريد موبايل... وإبنتك ليلى تريد كمبيوتر... وخالد يريد دخول النادي ليتعلم الكاراتيه... وفؤاد يريد البلاي ستاشن... بالله عليك ماذا تريد مني أن أفعل... جاءها أبو محمد في المنام يعاتبها : يا إم محمد خافي الله أنا ميت ولم أذهب الى دبي للعمل... يا عربي إياك أن تفرح...أقولها لك بألم وحسرة...أفهم جيدا أنك تحب أن تكون فرحا...أمك تتمنى لك أن تعيش فرحا...ولكن يا صاحبي هل تعلم بحالنا... فكيفك يطاوعك قلبك أن تفرح...الكل من حولنا خائف...وأنت تريد أن تفرح... الكل من حولنا جائع وأنت تبحث عن زاوية من حياتك لتفرح فيها... كان يقف أمام ذاته يسأل همه وحاله كيف وصلنا الى هذه الزاوية... يتمتم حتى هو لا يكاد يسمع الصوت... أختي مدفونة في السعودية... أخي مدفون في الكويت... أبي مدفون في الإمارات... شقيقي مدفون في الأردن... قدمت لهم كل المستندات وللأسف رفضوا أن أعطائي فيزة لزيارة قبورهم... فرفعت أكفي الى السماء وقرأت الفاتحة عن أرواحهم... على فكرة أنا لست إرهابي...أنه الإمريكي الذي زرع هذه البزرة فينا... أسعدني بأن صاحبي قد قرر دراسة برمجة الكمبيوتر... هذه حالة من حالات الحياة معها وبها نستطيع أن نتنفس الحياة... يوم الحساب سنكون بلا إجابات ولا كلام... نحن ينقصنا الصدق في حياتنا حتى نستقيم... أبكي ألما عندما أتنقل من بلد الى بلد في دولة عربية كبيرة وأسير مئات الكيلومترات وأنا أشاهد الى يميني والى يساري أراضي شاسعة رملية... تبكي ألما هي أيضا هذه الأرض الرملية لأن يد الإنسان لم تمتد إليها... فالدولة في قلبها كسل وخيبة أمل... هناك أنسان يعيش الأمل والسعادة والعمل للمستقبل...يظن بالله خيرا... وهناك إنسان فقير يفتك به الجوع والخوف ويستعد لأن يترك وطنه الذي لم يجد فيه الأمل...ولكنه يظن بالله الخير والعافية والحياة السعيدة... وهناك إنسان يسرق الأرض والهواء والتراب من وطنه ويخزنه في البلاد البعيدة ظنا منه أنه سوف يستعمل كل ما يسرقه...ونسي أن الله كريم وعليم بعباده... إنسان يدمر ويقتل الحياة في وطنه وينتحر ولا تعرف لماذا...كان طفلا جميلا سعيدا...فتحول الى إنتحاري فجأة...الأم تبكي وتقول والله كان إنسانا مؤمنا...وهي التي لم تلاحظ عليه أنه يتغير كل يوم...والوالدة المغلوب على أمرها تاهت بين قصص وحكايات أولادها الكثيرة... صباح أشرق بذكر الله... اللهم بك أصبحنا...وبك أمسينا...وبك نحيا...وبك نموت...وإليك النشور... اللهم إنا نسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا وفتحا مبينا...وحسابا يسيرا ...وجنة وحريرا... اللهم نق أيامنا من الهم والحزن.... اللهم إفتح لنا أبواب السعادة والأمل... اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب... وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا... تحياتي صن لايت