☆شماغ وتنورة☆ هذه هي بعض ثقافتنا هذه الأيام

كل مياه المحيط لا تستطيع إغراق سفينة واحدة... إلا إذا تسلل الماء الى الداخل.... هذه هي الذات الحقيقية... الخواطر ليست فقط أفكار نسجلها ونكتبها ونترنم بها... بل يجب أن تكون ثقافة...علما...أخلاقا...سياسة...فنا...أدبا...إيمانا...إخلاصا... الماء نعمة...الماء أخلاق...الماء أدب...الماء إيمان... والهدر مصيبة...الهدر فاجعة...الهدر خيانة...الهدر كفر بنعمة الله... ما أجمل أن تستيقظ على صوت أمك الحنون وهي تقول لك... إنهض يا ولد...قامت قيامتك...لو أني خلفت حمار لكان نفعنا في كبرنا أكثر منك... هذه هي بعض ثقافتنا هذه الأيام... صباحنا مع قطرات الندى كلام جميل حنون... والدعاء الصادق مقرون بالإيمان والإجابة... وجميل أن تتمنى الجنة لإنسان يائس في الحياة من كثرة الهموم... وأكثرنا يدعو ويتستغرب بأنه لم يجد الإجابة فورا... ونسي صاحبنا أنه على قيد الحياة وأنه يعمل ويقود سيارة وله رصيد في البنك... بالأمس قالوا أهلا رمضان...قلت وقلبي حزين...جئت يا رمضان والدماء في كل البلاد المسلمة والعربية...والألم ينتشر في كل مكان...وغادرتنا ومزيد من الألم والحرمان ...وجاء العيد وما زالت الدماء تغطي الكلام...كيف حالك يا رمضان وأنت مغادرا ولقد لطخناك بالدم... وأنت يا عيد هل ستعود إلينا وترى حالنا ... هذه الحقيقة موجودة بالرغم من أن الكثير يتجاهلها... والشيء الآخر بأن لا أحد يحب الحقيقة... دائما الشوق في العيون الى شيء مجهول...نحبه ولا نعرف متى يأتي... هذه الحقائق تمخر قلوبنا بصمت وترغب بالنطق ولكن الألم يلجم حروفها... لا أدري كيف أقول للطفل الذي يمشي في شارع المدينة الى أين... الكل يقول الإختيار ليس لنا...كلام جميل... دعوني أختار العيون التي لم تنام بالأمس وهي بدعائها مستيقظة... وهذه الشفتين تتمتم بالحروف التي لم تتوقف وهي تؤلف الكلام... والعمر الهارب نحو المستحيل دون أن يحمل معه جمال الدنيا من الدعاء... والربيع جاء يكلله النور...وبين الحنايا ألف دعاء ودعاء... والأقدار تصل الى عروق الإنسان لتختار... والألوان معا تختار لون موسيقا رائعة للجميع... وتمر الأيام وهي تختار هذا وذاك...وتترك الدموع هنا وهناك... هو يقول لا يملك إلا أن يختار...وأنا أهمس أيضا بأن لي إختيار... والسقوط مفروض إذا كنا والضياع توأم... ويجيء الحلم...ويبتسم الأمل...وحتى لو كانت الكلمة حزينة يبقى الأمل... والكل يعرف بأن الفقراء يحزنون...وهل هو نفس حزن الأغنياء... وكأني بك يا صاحبي تعيش في ظل حزني أنا... لأنهم قد قتلوا الياسمين هناك...ودمروا الزيتون في أرض الميعاد... وأحرقوا الكروم في البلاد التي لا تمطر فيها... وأماتوا النداء في الأرض حيث لا سلام هناك... وبقيت أسمع أصوات التاريخ من القديم مرورا بالحديث الى المستقبل ... والكل يصرخ مظلوم أنا...مطارد أنا...مقتول أنا... والكل لبث ثيابا غير ثيابه...وإغتسل بمياه غير مياه... وأكل طعاما غير طعامه... وقبل يدا غير يد أمه... والغضب على اللآشيء قائم...من أجل اللآشيء... مهزلة ليس لها حدود.... لو كان عنترا سياسيا لكان جبانا... ولو كان العاشق سياسيا لكان فاسدا... ولو كان العبد حرا في الماضي لكنا نحن اليوم العبيد... بالرغم من أن صاحبي قال لي ...نحن عبيد الإختيارات... اللهم ارحم والدي ووالدتي برحمتك وادخلهما فسيح جناتك يا أرحم الراحمين... اللهم إرحم أخي الذي غادرنا باكرا وصغيرا ولا تحاسبه وأدخله الجنة بدون حساب... اللهم إرحم شقيقتاي برحمتك وأسكنهما فسيح جناتك بدون حساب... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا.... تحياتي صن لايت