ضم يديه الى صدره بعنف وقال...أنت أمي لن أرى بعدك أنثى أجمل منك...
بالنسبة لأمه كان في غاية الصدق...كانت تراه الى جانبها دائما...
يواسيها في كل ما تشعر به حتى في شعورها له...
بالنسبة له كان صوتها كالورد...لا أحد يحس بجماله إلا الذي يحبه...
في صدره أشياء كثير تختلط معا...
لم يكن في يوم ما يفكر بأنه سيفقط هذه الإنسانة...
إن أحس بأنها مريضة يترك كل ما بين أيديه ويركض إليها...
بالأمس سألته متى ستتزوج يا ولدي...
نظر إليها وهمس في أعماقها...
يا أمي لن أحضر الى البيت إمرأة أخرى تنافسني على حبك...
ليس لك بعد الآن عذر لأني قررت الرحيل...
بكل ما عندك من بعد ذاتي لقد أطفأت آخر شمعة ثقة ...
لقد خيبت أملي لأني كنت أعتبرك أملا في بلدي...
ويوم سألتك هل كنت تنوي الرحيل رفضت الإجابة وإبتسمت يومها...
ولم أستطع أن أقرأ ما وراء إبتسامتك تلك...
وظننت أني على حق وأنت ظننت أنك على حق...
والظاهر لم يتفق حظي مع حظك...
لهذا أغلقنا المجلة يومها...أنت هاجرت الى العمق البعيد...
وأنا هاجرت الى الجوار القريب...
أنت توقفت عن الكتابة وأنا حاولت أن أدور أفكاري هنا وهناك...
في الحقيقة كانت توصية أمي رحمها الله...
لا تتوقف عن الكتابة يا سن لايت...
شاهدت الصحفي داوود في برنامجه الثامنة...
وكانت المفاجأة عظيمة وكارثة ومؤلمة...
المريض بحاجة الى رعاية خاصة...ويحمل رسالة توصية بل أمر ملكي...
من الملك الرسالة...لأنه الإنسان...والأب...والراعي الصالح...
وكانت المفاجأة أنهم أهملوا حالة المريض لأسباب جعلت الأخ داوود يبتسم بسخرية...
شقيق المريض ذهب لرؤية الوزير وبعد إنتظار أكثر من ست ساعات...
إستقبله الوزير خمس دقائق...ولم يفعل شيئا...
والكارثة المريض مات...
التبرير أنهم لم يجدوا طائرة تستطيع أن تحمل المريض لضخامة جسده...
بالرغم من أن القوات المسلحة تنقل الدبابات بالطائرة...
البرناج مباشر على الهواء...ليس هذا المهم...
المهم القصاص...والعبرة...ومن سوف يأتي بعد ...
صرخت في داخلي ...وناديت في أعماقي...
سمعت صراخي الصديقة الذكية فإعتذرت لأنهم أعادوها بلؤم ولم تستطع زيارة والدتها...
وحملت الرياح وردة من صديقة الورود فأرجعتني الى الماضي...
وجاءت الصديقة الحنونة لتسقي أقلاما حزينة في هذا التيه...
وجاء الصديق الذي يحملنا أثقالا بدون غاية...
أنا يا أصدقائي لست غريبا ولن أكون غريبا معكم وبينكم...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق