الفجر يعتذر للصديقة الثائرة...
والبحر يهدأ قليلا...ولا يريد للسفينة أن تهتز...
والنار تنتظر من يطعمها الخشب...
إنسان يمشي في شوارع المدينة تعب...
التاريخ مزق ذاته بشيء غريب ...
هذا التاريخ توقف عن كتابة ذاته لأنها إنقصمت على ذاتها...
والشكل أخذ يتعب عينيه البريأتين...
الريح من جديد أخذت تلامس أنامله...
والحروف تناديه عساه يسمع ويعي...
ولكن الممرات اللعينة... هندسها مهندس شرير...
والشمس التي أحبها كانت بطيئة للغاية بأشعتها الذهبية...
الأفكار معلقة في هذا الزمن الرديء...
والإستقبال على غير عادته لم يكن هناك ياسمين...
الأسماء بعد الأسماء تمر في خاطره...
الكل يريد أن يثأر...والتراب بحاجة الى مزيد من الدموع...
والعصافير هذه المرة تصرخ...والجهل يقترب من العيون...
كل ما يراه حطاما...حتى الحروف التي حاول أن يجمعها...
فقط روحه لها حدود ضيقة للغاية...
حاول أن يفتح الليل...فلم يجد القمر...
وبكى على أعتاب النهار فلم تصادفه الشمس...
لم يكن حزينا...ولا كئيبا...ولا ثائرا...
كان إنسانا يريد الحب من الأرض والسماء ...
كان إنسانا يريد أن يتحول الى لحم ودم...
إنسانا يريد أن يتحول الى دموع وأمل...
لا يريد أن يبكي...لأن كل أطفال بلاد العرب يبكون...
كان في ذاته حبا لأن يرى ضوءا أخضرا في عالمه...
وأن يكون للضوء أصابع تداعب شعره الأسود...
مع كل ذلك لم يستطيع أن يجمع الحروف...
فالباب منع الضوء...وطال الإنتظار...وإبتسم بصمت ...
كان يدرك بأن لا أحد سوف يسمع صراخه...
لأن الأيام تموت ...والكل يظن بأننا نحلم...
ومن يهمه الأمر فهو خجول...وللغاية...ومهموم...
والكل لهم إيحاء ذاتي بأنهم يعرفون أكثر من الحياة ذاتها...
ونقف أيضا أمام الباب المغلق منتظرين الريح ليفتحه...
ولكن من جديد العتمة تصرخ...
وبشيء من الجهد يصل صوت الصديقة الثائرة إليه...
فينظر الى القلم ويطلب منه فرصة أخيرة لجمع الحروف...
ويرتعش القلم ويبدأ بالكتابة ...
صباح الخير أصدقاء النت...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق