صاحبي اليوم أخذ يغربل ذاته بقليل من الألم...
ظن أني بعيد عن ثرثرته التي كنت أحبها كثيرا...
أراد أن يغازلني بالرغم من أنه كثير من الأوقات جدي للغاية...
ليس متزمتا كأكثر البعض الذين نراهم...ونتألم لحالهم...
يحدثني أن الكلمة تؤلم أكثر من العصا...
إعترفت له بذلك...
في بعض الأحيان نخطيء في الحياة...مثلا نعطي لبعض الأشخاص
مكانا خاصا في حياتنا وللأسف لا يستحقونها أبدا ولا بصورة من الصور...
أضحك يا صاحبي عندما تستطيع حتى مع الدموع...
وتأسف عندما يجب...ودع الأشياء وراء ظهرك عندما لا تستطيع تغييرها...
وعندما تتركها وراء ظهرك هذا لا يعني أن تستسلم...
هذا يعني أنك تكمل مسيرة الحياة...
قال لي أبي رحمه الله ذات مرة...
إبتسم يا سن لايت حتى لو كان تكوين وجهك إبتسامته غريبة...
يومها ضحكت وقلت له هل حقيقة أن هناك وجه يصلح للإبتسامة ووجه لا يصلح...
دائما كنت أهتم بتثقيف ذاتي...وكنت أعانق كل شيء له بعد في الطبيعة...
عانقت الذكريات...فسجلتها...وتعرفت على الرياء فكتبت عنه...
كنت أسهر لأكتب...وأنام قليلا...
كنت أشم حروفي وكلماتي...كنت سعيدا للغاية...
حتى تعرفت الى أستاذ اللغة العربية...فأحببته...
وكانت الكلمات تتمزق في فمه...فتخرج كالقصيدة...
قلت له ذات مرة...آمل أن أكون مثلك...إبتسم وقال إقرأ كل ما يصل الى نظرك...
وبالفعل صرت أقرأ...وأقرأ...
وبعد فترة من الزمن أوقفني ونظر في وجهي قائلا...
ماذا تفعل هذه الأيام يا سن لايت...
قلت له إني أقرأ كل ما يصل الى عالمي...
قال من الغد إبدأ بالكتابة...سجل كل ما يمر بخاطرك...صغيرة أو كبيرة...
وإبغمست بالكتابة...وماتت الأيام وأنا أكتب...
وضاعت الرياح وأنا أتذكر كل الأشياء لأكتب...
وبعد كل ذلك أوقفني أستاذي في ساحة المدرسة...
والآن يا سن لايت...ما في جعبتك...
قلت له...أوراق كثيرة كتبتها كما قلت لي...
إبتسم وقال في المساء أحرقها كلها...وأراك غدا...
وبالفعل في المساء أحرقتها وتعجبت والدتي رحمها الله...
ولم تسألني عن السبب...
وفي الصباح الباكر ذهبت الى أستاذي...وأخبرته أني أحرقت كل مل كتبته...
وضع يده على كتفي وقال...
الآن يا سن لايت تستطيع أن تكتب بجد...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق