الأربعاء، 22 مارس 2017

☆شماغ وتنورة☆ : : هذه هي أمنا الأنيقة...سيدة الرؤية...عريقة الحب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 

أمي

ناجيتك مرة واحدة في حياتي...وفيها أنت كنت سعيدة...

يومها كتبت لك في عيد الأم...

كلمة صغيرة...حروفها كانت من عروقي...كلماتها قطعة من قلبي...

يومها قبلت يدك...ووضعتها على راحتك...

يومها كان عندي أجمل الأيام...

أجمل الأشياء في الحياة...

وكانت ذاكرتي لا تخونني...

عدت الى البيت...وفي كفي ورقة كانت زرقاء اللون...

وفي الحقيقة لا أعرف لماذا هذا اللون...

وأنت كنت كريمة معي...ضممت الورقة وإبتسمت وقبلت جبيني...

ويومها سافرت أنا في أعماق عينيك...أنا كنت شاردا بحبك وكبريائك...

صورتك اليوم داخل عروقي...إطارها من ألياف قلبي...

زجاجها من شرايين جسدي...

ومساميرها من عروق عيني...

ومضت الأيام وكبرنا بالرغم عنا...كانت وما تزال سنة الحياة...

وكبرنا شيئا فشيئا..

وسمعنا وفهمنا والحقيقة لم ندرك يقينا أنك أنت دائما كنت الأفضل...

وللحق أقول إن تذكرت فأذكر القليل من عالمنا ونحن بين أطرافك وفي ظلك...

لا أعرف اليوم وبالأمس كيف جاءت هذه الأفكار كالغيث...

وفكرت ماذا أفعل بها وهي في الحقيقة وصدقا غالية على قلبي...

أحسست بأني لن أرتوي منها بالرغم من كثرتها...

كنت أعرف أن الماء هو دائما يكون ماءا...

ولكن الذكريات في كل لحظة لها موسيقى أخرى من نوع آخر...

ولهذا فإن هذه الصفحات تبقى في عالمنا مهما طال أو بعد هذا العالم...

فأنت يا أمي كأس من أروع الكؤوس...له موسيقى في القلب...

وله لهفة في الفؤاد...وأروع لحن فيه أنك أمي...

في الحقيقة ليس لنا منزلا بدونك...ومكانك كان ليس في البيت بل في العيون...

مع الندى كانت تأتي كلامك مبللة بأروع اللؤلؤ...

وفي الحقيقة لم نسأل أين ولدت يا أمي...ومن هي أمك حتى نقبل يديها...

أنت العقيق يا أمي...بالرغم من أننا لم نفهم قيمة ذلك العقيق...

وعندما قالوا لنا أن الماء من السماء يحمل لنا الخير وكنا صغارا...

بكينا ورفضنا هذه الحقيقة لأننا كنا ندرك بأن الماء يأتينا من بين أنامل أمنا...

وهي التي كانت تحممنا بهذا المال وتتركه ينساب على كفيها أولا ثم علينا...

كانت تخاف أن يكون باردا أو حارا أو فيه قليل من الحصى الصغير كالرمال...

فتؤذي أجسادنا...فنبكي أو نرتجف...

هذه هي أمنا الأنيقة...سيدة الرؤية...عريقة الحب...

وجودها نور من حيث لا تدري...لها الحق في هذا النور...

ممزوجة بالحب...عيد ميلادها لا تتذكره لأن همهما عيد ميلادنا...

تجالسنا والحب في أحضانها...عاشقة بدون أن تدري...

في وجهها كل ملامح العشق لنا ولحياتنا ومن أجلنا نحن أبناؤها...

إن صمتت ليس هذا يعني أنها تعبت من كثرة الكلام...بل لأنها تريد أن تصغي لتغريداتنا وهي كثيرة...وروعة هذه الأم أنها لا تنزعج...مبهورة بنا...

نحن بالنسبة لها الورود الطبيعية في حياتها...وهل هناك من لا يعشق الورود...

رحلة أبدية...لا أحد يستطيع أن يغتصب منها السكينة...بالرغم من مساحات الحزن الذي بأمكانك أن تلمحه يتنقل من الوجه الى العيون الى لمساتها لنا...

عفوا أمي رحمك الله إسمحي لي اليوم أن أخبرك بأنك الأفضل...

تحياتي

صن لايت

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق