الاثنين، 21 مارس 2016

☆شماغ وتنورة☆ : : ولكننا كنا نحمل بقايا ثياب الكرامة

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


في غابة الحياة أقف أسأل صاحبي وهو يحدثني عن هذه الدنيا...

لماذا يا صاحبي تبني لي بيتا من السعادة في صدري...

وأنت الذي رصع بالفعل أعمدة الخيال في عروقي...

كانت هياكل الندم ترتمي أمام أقدامي وإذا بي معك أجد نفسي...
سترى أفكاري تسافر الى كل نقطة من بقاع هذه الأرض...

معا ذهبنا الى القدس فوجدناها يائسة من الأفكار...

تحمل عيوبي وعيوبك يا صاحبي...

عروقي تنهشها أقدام الوحوش...

تبكي ولا تجد من يمد لها يد الحنان ليجفف الدموع...
والقدس اليوم تزرع الدموع والروح تعصف بالسهام...

نعم كما قلت ليس من العار أن تتساقط دموعك على الأرض...

ولكن من العار أن تتساقط دموع القدس تحت أقدام الوحوش...

لا تخبرني عن ثورة القدس...ولا عن حراس القدس...

ولا عن أن دموع القدس بأنها لؤلؤة المستقبل...
بين كل الحجارة تنام عليها قطرات الدم البريئة لأطفال الحجارة...

لا تكن كسولا وإلتقط حجرا سترى عليه صورة من الدم الأحمر...

إنه دم جديد لم يخرج منه الأكسجين بعد لهذا هو أحمر فاقع اللون...
أجبني ولا تخجل ربما لا نملك الحب الحقيقي...

وأيضا أن طاقاتنا لا تحمل حبا كبيرا كهذا...

أتذكر يا صاحبي يوم قلت لي أننا نملك الإنسانية...

ولهذا ما زالت العراق تنزف...

بالرغم من أننا سخرنا منهم عندما دخلوها...

وقلنا لهم لا تدسوا أنفكم فيها أنها كبرياء العرب...

دنسوها ولكن أخرجناهم بالرغم من كثرة القبور المجهولة...

ولكن يا صاحبي الخطيئة فينا...حقيقة إمتلأت صحتنا بالإبتسامة...

ولكننا كنا نحمل بقايا ثياب الكرامة...

العدو زرع في أرضنا خطيئة...ولكننا زرعنا في أرضنا ألف خطيئة...
هو قال لي أنا لا أستطيع أن أدفن الضمير...ولا أستطيع أن أسمعكم صوتي...

فالعالم ضجر منا ومن أحاديثنا الفارغة...

وعبرنا كل مساحات الكتب ولم نجد أن فينا شوكة واحدة...

عجبا يا صاحبي... هذا الألم في ذاتي شوكة لن تزول...
لم أجد أنسانا واحدا يجلد نفسه...وهو يحمل كتابا كنت أظنه دستور الوطن...

وعندما دققت جيدا وجدته كتابا عن الطبخ الأجنبي...

هنا تحول هيكلي الى خطاب غرام... وغابت ملذات القراءة وراء القضبان...

وسافر صاحبي بدون تذكرة عودة...

لأن ثيابه لم تكن أنيقة فرفضوا أعطاءه إذن زيارة الى القدس...

والحقيقة أنه عربي مقدسي...ولكن الغربة إمتصت منه كل عقلاء العرب...
عندما أراد أن يزور ليبيا...هو يحبها...لأنها هي تحب الجميع...

وتجمعت كل الكلام على شفتيه والعسكر يقول له غير مسموح لك...

أخذ يلعب بتموجات الهواء من حوله...ولكنه لم يبكي...

وعندما وجدوا فيه الهدوء ماتت شكوكهم...

وما فعلوه أنهم سمحوا له بالعودة الى بلد آخر...

وبالرغم من هذه القسوة لم يسمح لليبيا من أن تطير من قلبه...

فالذي يحبه أن الصورة باقية في القلب...البلد الأخضر...

وبالرغم من أنه قرأ الكتاب الأخضر ولكن بقي يحب فقط ليبيا...
هذه حكاية أولها القدس ونهايتها ليبيا ولقد مررت بالعراق...

كلها في نظري غابات من الحب والعشق والإخاء...

لقد إشتهيتها ألف مرة ومرة...وكل مرة تمر فقط في قلبي...

لأني قبل أن أزورها وأمشي على ترابها كنت أقرأ قصصها القصيرة...

كانت هوايتي ورياحي وعطري...كنت أغتسل مع كل قصة من تلك القصص...

وحتى الآن ما زلت أحبها بالرغم من ضياع ألف قصة وقصة...

وبالرغم من مروري الى قلبها تذوقت الذل على الحدود...

وتعجبت منهم كيف لم يستطيعوا أن يقرؤوا حبي الكبير لهذا البلد الكبير...

لن أهتم لهم بل سأبقى حتى يهطل المطر ويتفضلوا علي فأدخل...

وعندما كسرت أصنامهم...وتبدل الهوى في عالمهم...سمحوا لي...

لقد عبرت العراق من الجهة الى الجهة الأخرى...

وأنت يا صاحبي تقول لي أن الأمل يعطي الروح القوة...

وأن المطاعم عندنا روعة الحياة...

ولأن الأجبان في فرنسا تزرع في روحك الأمل في الحياة...

وأن حب الشعر لا يباع ولا يشترى...

وأن أروع الجلسات أن تجلس على ضفاف نهر وطنك...

وأنت تلبس ثياب الحب في شوارع مدينتك...

ولأن الزمن لن يضيع من بين أطراف أصابعك لأنك حيثما إلتفت ستراني...

أتذكرك يا صاحبي وعلى فكرة أنت صاحبي بالكلمة والحرف ...

بالفكرة لأني عندما أجلس في مطعم مدينتي أراك مقابلي تجلس تحاورني...

وكنت دائما تقول لي إياك أن تحزن...فأنت سيدي...أنت حرفي وكلمتي...

هذه هي علامتك التي أحبها فيك...

لهذا فشكرا لأن حروفك كل يوم أغتسل بها ومنها وفيها...

ولن ألفت الى الغبار التي تحملها الريح الى جسدي...

لأني من خلال كلماتك أغتسل...

وإذا أحببت أن أركب زورق الحياة أصنعه من حروفك وأنت لا تدري...

لهذا عبارتك دائما على أمواج الحياة تتمشى بكبرياء الهوى...

اللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح جناتك يارب...

وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه

الأخيار وسلم تسليما كثيرا...

تحياتي

صن لايت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق