ما زال التاريخ يحبنا...والتاريخ لا يشعر بالزمهرير...
والخوف من أن نقترب منه...لن يضرنا...ولكن سيبكينا...
في الحقيقة بالأمس لعنا هذا التاريخ...قلنا عنه أنه كاذب...
وفي الواقع اليوم أشعر بأن التاريخ يموت خوفا مما يرى...
وليس للتاريخ ثياب أو خيمة...أو شيء للوقاية من الشمس...
بالأمس البعيد أو القريب...كنا نحب التاريخ الذي علمتنا إياه أمنا...
وكنا نقترب منه أكثر وأكثر...
أخبرت أمي ذات يوم بأني سوف أدرس التاريخ ...لأكون أستاذ تاريخ...
ضحكت يومها...ضمتني الى صدرها...وكأني بها ترفض أن تخبرني عن تمرد التاريخ...
عن الوجه الآخر من التاريخ...وكأني بها كانت تعلم ماذا سيحدث اليوم...
وماذا سوف يحمل التاريخ المعاصر لنا...
الكل يفكر بيوم جديد...الكل يحلم بضوء جديد...الكل يريد حرية الرغيف...
الكل يريد الإنطلاق...الى كل الجهات...لا هجرا بل حبا...
وخلف كل مشهد نرى كلمة قريبة الى القلب...
وعندما تفكر بأن عليك أن تسدد فاتورة ما تشعر بشيء من الظلمة...
فتبتعد الى الوراء وعندها تشعر بأن شيئا ما ينير طريقك...
تشعر بأن الحياة بدون هذه الأشياء صعبة للغاية...بل قاتلة...
كما نحن بحاجة الى الحب...حتما نحن بحاجة الى التحرك بكل الإتجاهات...
التاريخ يكتب...والأيام تمر...والعمر يهمس في سرنا أنه يتسرب من بين أصابعنا...
والزمن هذا الذي أكثرنا لا يهتم به لا يتوقف....مهما فعلنا...
إذا لماذا لا نفعل إلا الخير أمام أعتابه...
والتغيير مطلوب أن نغير ونتغير...
بدل أن تزرع شجرة تعطي شوكا...إزرع شجرة مثمرة...
لهذا سوف تجد من تحبه في شوارع مدينتك...
صديقة النت من بلاد الياسمين تريد طلاء شوارع مدينتها بالسعادة...
لماذا لا...إنه حلم...أو أمنية...ولكنه ليس سخرية...
وأمام كل تلك التحركات فلن ينحسر الضوء...
والنسيان لن يصيبنا...ولن نغير طعم الماء...ولا نبدل رائحة الهواء...
والذكر الطيب هو سعادة للقلب...والشكر هي القوافل التي تحمل لنا السلام...
وأشد ما يؤلمني أن نجلس والدعاء لأنهم طلبوا منا ذلك...
لا يا صاحبي...يوم ولدت دعت لك أمك بالصحة والعافية...
واليوم أنت بألف خير...
يوم خرجت الى الحياة وقف والدك على شرفة المنزل ورفع يديه الى السماء
وقال: اللهم لك الشكر على هذه الهدية...وكنت أنت...
واليوم أنت الذي يبحر في الحياة....
صدقا أقول لكم....
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق