المسرع ليس بالجديد...والمساء أيضا كعادته يأتي في نفس الوقت...
المهم أني لم أنسى كيف كانت أمي تترنم بكلمات تشبه الدعاء...
كانت تلك الكلمات تطرب قلبي الصغير الغير بالغ...
أعتقد بأن أمي كانت من بلاد أخرى غير بلادنا...
قيمتها أفضل من قيمة كل جواهر الدنيا...
تقف أمام الشرفة تنظر الى السماء...سألتها...
وضعت يدها على رأسي دون أن تنظر إلي...
أنتظرهم...أحبهم...قلبي معلق بهم...
من هم يا أمي؟؟؟
الطيور المهاجرة تمر من هنا...ووالدك كان يحبهم...
ما أغلى أمنيات أمي...حبها لكل الأشياء إختصار...
ولهذا كنا بحاجة الى أم مثلها...وفي الحقيقة كل الأمهات مثل أمي...
هي هكذا...تدخل بين أناملي...وطيات عروقي...
وحتى هي التي تختار لون حبري...ونوع قلمي...
وتجمع حروفي ...وتؤلف كلامي...وتحزف بعض العبارات من مقالي...
وتخرج من قلبي الكلام...لأنها كانت غرامي...
نعم هي تضم يديها الى صدرها...من أجل الدعاء...
وتنام مع الدعاء...وتستيقظ مع الدعاء...
من أجلنا...من أجل حبنا...وهوانا...
والغريب أنها تهرب منا إلينا...
بأجمل الكلام...وأروع النظرات...وتجتاح كل شوارع القلوب...
وتشكل كل الجهات...إنها سر الحياة...وضوء الزمن...
وخطوط العيون الناعسة...التي لا تعرف النوم...
إنها نبعنا...
فالشكر لك سيدتي...والشكر الأول لرب العالمين...
أنت دائما كنت عاشقة...
والليل يعرفك...والقمر لا ينام إلا مع جفونك...
وأنا اليوم...جئت أقول...وبصدق...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق