| | ||||||
| عزيزنا رمضان جئت وكنا مشغولين بإنفسنا... نقتل القريب...ونصلب الصديق...ونهجر الطفل... ونهدم المدارس... ونخطف إبن الشرطة... ونخون إبن الجيش... ونقلب الطاولة على الرئيس... بحجة هذا فاسد...وبحجة أخرى هذا خائن... وآخر موضة هذا من الإخوان... وقفت على أبوابك وأنت تدخل ديارنا... قبلت يديك ...وجبهتك...وأقدامك... ألبستك أجمل الثياب التي قالوا لنا أنك تحبها... تركنا الثرثرة...والصراخ...والشتيمة... حتى اللحم إبتعدنا عنه...حتى لا نشعر بالنعاس ونحن نقف بين يديك... كنا نحب رائحتك...في الحقيقة كانت زكية... كنت سيدنا العظيم...أجمل الشهور...كنت بلا حدود معنا... صبرت علينا...وتمهلت في البقاء بيننا.. وتمنينا لو طال بقاءك بيننا... في بدايتك بكينا...لا حزنا بل حبا... كالعصافير كانت أحلامنا تتطاير في السماء... والدموع كانت تنفجر إيمانا...وتلك الدموع كانت رائعة وأحببناها... كانت أغلى من اللؤلؤ...كانت تحمل خيالا يحمل لنا أملا... حقيقة عشنا شعورا بالمسؤولية... والشعور الذي أبكانا أننا كنا قد جبلنا بالذنوب... في أعماقنا لهيب أحمر ...بحاجة الى من يطفيئه... وكنت أنت يا حبيبنا رمضان... ووقفنا على أبوابك بكل ما فينا من حب وإخلاص وحنان... ومشينا مع ريحك...يوما بيوم...ساعة بساعة...دقيقة بدقيقة... لم نهجرك كالأيام السابقة...حقيقة كنا جهلة...واليوم إستيقظ فينا حبا... وأدركنا كم أنت رائعا يا رمضان... قلنا لك أشياءا كثيرة...سهرنا مع نجومك... ووقفنا في الصفوف مع عجزة كنا ننفر منهم وهذه المرة أحببناهم... لأنهم من طيبتك أنت... ولم نعرف الجفاف معك هذه المرة... والحقيقة حتى حقول قلوبنا كانت خضراء... كيف إنقلبنا...وكيف تحولنا...وكيف صرنا... نحن أنفسنا نجهل كل ذلك... نسمة من الإيمان قوية للغاية جرفتنا...حملتنا...خطوة ...خطوة... لقد هجرنا الزوابع التي تحمل الغبار...ولم نشعر بالصداع... أعطيناك يا رمضا بسخاء...وكنا نشعر بأننا ما زلنا مقصرين... لا أحد يطلق الرصاص على أحد...الكل يكرم الكل... والكل يمشي على الأرض بجوار الكل... بيوتنا مفتوحة للسائل...ومطابخنا غنية للجائع... وكنا من أجلك يا رمضان نراقب عيون الناس... ونعرف من هو بحاجة إلينا قبل السؤال... إنه حبك...ولسنا بحاج الى نظارة حتى نرى الحقيقة... وأدواتك معروفة...وسلاحك حاضر...ورياحك الكل يتمتع بها... واليوم جئنا نشكر الله لأنه أبقانا أحياءا حتى نعيشك يا رمضان... وتذكرت والدي رحمه الله كم كان يحبك يا رمضان... ووالدتي رحمها الله هي التي علمتني كيف البكاء في رمضان... وقبل أن نغلق الدفاتر والكتب ليومين أو ثلاثة فقط... وطبعا سنعود الى ما تعلمناه منك يا رمضان... وسوف نسير عل خطاك...حتى تعود إلينا بإذن الله... ومع كل هذا لا ننسى من علمنا وربانا وهذبنا وأيقظنا... وفي الختام لنصلي عليه دائما... بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله علي نبينا وحبيبنا ومعلمنا ومهذبنا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثيرا اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ كَرْباً إِلاَّ نَفَّسْتَهُ، تحياتي سن لايت | ||||||
|




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق