| |||
سألني صاحبي لماذا لا تحدثنا عن الطيور... إذا اليوم علي أن أبحر في عالمي الحاضر والماضي ولا أدري المستقبل... هنا لست بحاجة الى شهوات من كل الإتجاهات... وهنا لن أقف أمام المصادفات...فالحقيقة موجودة إن كتبت أو لم أكتب... ولن أؤلف نسيج كلمات تمر على خاطري لأن صاحبي من اليمن السعيد إنطلق قبلي... وفي الحقيقة لن تكون هناك خسارة جسيمة إذا أخفقت... صاحبي ذات مرة كتب لي يقول كلامك مبهم أكثرنا لا يفهمه... في الحقيقة صاحبي من بلاد الياسمين كان سعيدا بما أرسم من الكلام... لقد كنت طفلا ضائعا في المدرسة...وذات مرة قال لي الأستاذ... صن لايت لماذا لا تحاول الكتابة...يومها ضحكت كثيرا... وفي اليوم التالي حملت معي له مجلدا... تناوله وهو يبتسم...ما هذا... قال لي... هذا ما كنت أرسمه منذ سنوات كثيرة...كانت إجابتي يومها... من هنا خرجت في كياني عقيدة الكتابة... لم أنسى السؤال...وما زلت أحمل قلبا يحب كل الأشياء...ولكن الطيور كانت خفقة قلب ... هذا طائر كل يوم أراه يقف على نافذتي بالرغم من أني لم أضع له لا ماءا ولا بذورا... لونه أسود يتخلله قليل من اللون الأصفر...له منقار طويل...وصوته لا بأس به... أحببته لأنه أحب الوقوف على نافذتي...فوضعت له الماء وبعض البذور... وهذه الأيام الأربعة مرت وأنا أضحك لأن صاحبنا إختفى ورفض العودة الى هذه النافذة... ذات يوم إستفزني ذلك الطائر الذي كل صباح كنت أجده على السيارة... وفور وصولي يختفي...كان رمادي اللون مع قليل من البياض...خفيف للغاية... وفي الحقيقة لم أسمع صوته لأنه لم يغرد على سيارتي المسكينة... وهناك طيور كانت على الأشجار بجوار المسجد...سبحان الله تبدء بالزقزقة قبل الآذان بقليل... أو مع الآذان...أو أثناء الآذان...صوتها في غاية العذوبة... شيء يسكن أعماقي وأنا أسمع صوت هذه الطيور...كلها كبرياء... وكأني بها تخاطب رب هذا الكون...وتخاطبنا نحن حتى تذكرنا بما نسيناه... وبلا شعور تهمس...سبحان الله...مفهموم لن يخافه أحد... هذه المخلوقات تخاطبنا بالكلام الغريب وتصور لنا الدنيا جميلة ورائعة... كلامها فصور وفصول...وكأني بها تحمل قلما لترسم ما في سرها... أو تود لو تستطيع أن تصور لنا لحنا جميلا أو لوحة رائعة... وهذه طيور أخرى تراها في السماء مسافرة...مهاجرة...منتقلة من مكان الى مكان... ممكن أن تكون من بلاد الياسمين تهرب من الدخان والأصوات والدمار والقتل... ولا تضحك يا صاحبي ممكن أن تكون من اليمن السعيد...أو من ليبيا المشنوقة... أو من العراق المقسم المشتت المقتول المذبوح... إذا يا صاحبي إذا مللت الكلام عليك أن تستمع الى زقزقة الطيور... وإذا تعبت روحك من أن تجد الكلام المناسب لتكمل به رسالة عليك أن تنصت الى العصافير... وإذا ضاعت منك فكرة هنا أو هناك أو في زحمة القلق أيضا ما عليك سوى الطيور... مع أصواتها لن تشمئز أبدا...ولن تهجر يومك هذا...ولن تغضب من الساعات هذه... مع الطيور لن يحاربك أحد...ولن تجد عدوا الى جوارك... مع الطيور سوف تخرج من ذاتك لتخبر ذاتك أن الله حق... ليتني كل يوم أستطيع أن أحمل لهذه الطيور الماء والطعام... ولكن أدرك أنها أرادة الخالق لهذا أقول لكم.... تحياتي صن لايت | |||
|
السبت، 13 يونيو 2015
☆شماغ وتنورة☆ : سألني صاحبي لماذا لا تحدثنا عن الطيور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق