الظلم المعنوي أشد مضاضة. . .
يوسف ..
نبي من أنبياء الله الذين أتفق أهل العلم على أنهم معصومون عن الخطأ ، وفي ذلك تفصيل ليس ليؤخذ به فيما ها هنا، ..
يوسف فتى أعطاه الله من الحسن مالم يعطه أحداً من العالمين ، ولم يكن جماله هو الفيصل الذي يحقق صدق نبوته و مكانته عند رب العالمين بل هو جمال الروح الإنسانية التي تحقق أسمى غايات ربها ، الروح التي تقربت من ربها فعرفته جيداً فأعظمته و آمنت به ثم وكلت كل أمورها إليه ..إلى نعم الوكيل . .
يوسف ..
قد كادت له امرأة العزيز كيدها اللذي أجلاه الله و تلي على ألسن العباد إلى يوم الدين إلا أنه قد خفي سنينا طوالا عجافاً ابتلاء و امتحاناً من رب العالمين في ذلك الحين ، في تلك السنين التي لم تزد ما هم به ذاك الفؤاد الطاهر والسريرة البريئة إلا هماً يمزق أوصال قلب المؤمن ..فكيف بنبي ؟ ،. .
يوسف . .
بعدما شاء ربه الرحمن على العرش استوى أن يحصحص الحق و يزهق الباطل ، و إذ أدرك العزيزصدق نبوته وعظيم ما أوتي من ربه فدعاه عزيز مصر ليرفع من شأنه ويوليه كنوز مصر أو لعل الألم أن يذهبه بلسم الجاه أو في أن يكون من المقربين ..إلا أن يوسف ..رفض ؟ ، فكيف يرضى نبي الله الذي أتاه العلم والحكمة وعلمه تأويل الأحلام بجاه جسد ومادة و بينما روحه وطهره مطعون فيه أمام إدراك الخلائق وعلى مسامع العباد ، بل قال عليه السلام :
" وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم "
بل ارجع أيها الرسول ؟.. ارجع ..فلست أقايض نقاء نفسي كما جبلها الرب عز وجل فجاهدتها ولم أفرط بها أو أن أدع للشيطان سبيلاً عليها..
ارجع أيها الرسول فلست أرضى بهون يدنسها ، بجور مفسد في الأرض يطعن بها ويلبسها عاراً لا يطيبه جاه مصر ولا كل الأمصار . .
يوسف نبي الله بعد ذاك ..
نصره الله ..ولي أنبيائه و أوليائه والصالحين فكان حقاً عليه نصر المؤمنين .
عائشة ..
الصديقة ابنة الصديق و زوج الصادق الأمين ، أم المؤمنين الطاهرة التي قد اختارها له الرب عز وجل كما هو شأن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه و أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين و أصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . .
عائشة ..
بعد حادثة الأفك وقد استأذنت الرسول المكوث عند أبويها فمكثت لا يأتيها النبي عليه الصلاة والسلام ولا يوحي إليه بشأنها شهراً ، دخل عليها رسول الله في بيت أبويها وتشهد وجلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه" ، قالت :"فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب رسول الله فيما قال" ، قال :"والله
ما أدري ما أقول لرسول الله " ، فقلت لأمي : " أجيبي رسول الله " ، قالت : " ما أدري ما أقول لرسول الله " ،
قالت : "فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون".
عائشة بعد ذاك ..
أنزل الله في الصديقة رضي الله عنها قرآنا يبرئها إلى يوم الدين ..
في قصتهما ..
بين أن يشق رأس المؤمن أو أن تكسر نواجذه أو أن يسلب ماله أو تغتصب أرضه أو في أي من بطش يبطش به ظالم على رؤوس الأعيان أهون عليه من عيب جائر ينسب إليه ، و إفك يقذف به ، وبهتان و إثم عظيم يحمل ظلم المعنى الباطن الذي يطعن في أخلاق لا تظهر ، وسرائر لا يعلمها سوى رب العالمين ،
ففي ذاك تكون براءته مما اتهم به و إنصافه مما نسب إليه يصعب كثيراً على أن يتم على إيدي العباد عندما تكون مصداقية مثل تلك الأحكام تعتمد من أفواه تطلقها جزافاً على الغافلين المؤمنين و يؤخذ ميثاقها من مفسدين في الأرض و أعوانهم ..فأنى لهم أن يصْدقوا .. و أنى لنا إذا صُدِّقوا ..
وما بين ..
قوله " ما بال " وبين أن لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام ولا وحي ينزل ولا آية تبرئ ،
فلا أقول إلاكقول أبي يوسف وعائشة : ..
" صبرٌ جميل والله المستعان على ماتصفون ".
--
ليس كل ما اكتبه..دائما ترجمة لأحاسيسي
او حكايه عن واقعي
انما هي كلمات راقت لي..وقد يحتاجها غيري,
العضو المتميز :
<<< بطة سودة >>>>
★★ ★★★★★★★★
للاشتراك بالمجموعة ارسل رسالة فارغة لـ manoooktkt+subscribe@googlegroups.com
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك بمجموعة شماغ وتنورة البريدية.
للمشاركه في هذه المجموعة، قم بإرسال بريد إلكتروني إلى
manoooktkt@googlegroups.com
★★ ★★★★★★★★
لإلغاء الاشتراك في هذه المجموعة،مع ان هالشي بيزعلنا ابعث برسالة إلكترونية إلى
manoooktkt+unsubscribe@googlegroups.com
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/manoooktkt?hl=ar?hl=ar
مدير المجموعة
s3s3
mnoooktkt@gmail.com
---
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "قروب شماغ وتنورة" من مجموعات Google.
لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة وإيقاف تلقي رسائل إلكترونية منها، أرسِل رسالة إلكترونية إلى manoooktkt+unsubscribe@googlegroups.com.
للمزيد من الخيارات، انتقل إلى https://groups.google.com/groups/opt_out.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق