الجهاد بالكلمة هي أول طريق الإصلاح ومقاومة الفساد، ومن المنابر المشهورة بالفساد قنوات (إم بي سي)، و (إل بي سي)، و(العبرية)، و (روتانا)، فمقاومة نشاطها وأهدافها من الجهاد في سبيل الله؛ فجاهدوهم جهاداً كبيراً؛ فإن القائمين عليها والممولين لها من الجناة على الأمة، ولقد نصحهم الناصحون فما ارعووا عن غيهم ولا استجابوا، ومَن يبغض الناصحين فهو من المذمومين على لسان رسل الله، كما قال صالح عليه السلام لقومه: (وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)، ومعلوم أن الأموال المكتسبة بالحرام ونشر الفساد حرامٌ سحتٌ من أخبث المكاسب؛ وكذلك على أصحاب هذه القنوات مثل آثام من أضلوهم بالشبهات وأفسدوهم بالشهوات، وعلى هذا؛ فلا يجوز لأصحاب المؤسسات والشركات الإعلان في هذه القنوات الخبيثة؛ لأن الإعلان فيها من أهم مواردها التي تعتمد عليها في بقائها، وفي جذب المشاهدين لها الذين كثرتهم مجالُ التنافس بين هذه القنوات، وعلى هذا فيجب على الشركات والمؤسسات التي يملكها المسلمون مقاطعة هذه القنوات؛ لأن الإعلان فيها إعانة على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فلمن يمد هذه القنوات بإعلاناته حصته من آثامهم، ولأصحاب هذه القنوات نصيب من قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ)، فجاهدوهم أيها المصلحون.
وكذلك تحرم المشاركة في المسابقات التي تقيمها هذه القنوات، وتستغل بها بساطة عقول الجماهير، وما هذه المسابقات إلا حيلة خبيثة لابتزاز أموال السذج، وفي ذلك ظلم لهم وهم لا يشعرون، مع ما يصبهم من شر بمتابعة برامج هذه القنوات، فيخسرون قدْراً من دينهم ودنياهم. فاتقوا الله أيها المسلمون، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك
18/صفر/1434هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق