صباح الخير بلاد الياسمين....
أعذريني...مرت الأيام ولم أكتب لك...
لا...لم أنساك أبدا...
حقيقة كنت في ولادة ذاتية...
كنت أقف على هامش حياتي...
أبكي لحظات كنت أظنها في البداية سعيدة...
والحقيقة الأخرى وجدت في قلبي آلاف الثقوب...
حقيقة مرة يا سيدة البلاد...
في ربوعك هذه الأيام مات الكتاب...
ودور النشر تمزقت...
هناك على أرضك خسر الإنسان ذاته وكبرياءه...
تفتت الحجارة...تلوثت المياه...خرج المرض الى الوجود...
تكالب الحاقدين...
الحروف كطعم مياه البحر في قلوبنا...
وهرب الجمال من وجه نساءك من كثرة البكاء...
كان أطفالك يحبون النهار...ليلعبوا...ويأكوا الحلوى...
واليوم كانوا ينتظرون الليل ليناموا من الخوف...
الأشياء...كل الأشياء فيك تحولت الى كابوس...
لماذا أنت اليوم حزينة...هذا ليس سؤال مني...إنه من ترابك...
الكل هرب من منزله...منهم خوفا على نفسه...ومنهم على أولاده....
ومنهم على أمه أو أبيه...
هذا الدمار ما قصته في عالم اليوم...
وهذه الدماء الغزيرة في ربوعك أليس لها من آخر...
يقولون ثمة أمل...بالله عليكم كيف سيكون هناك أمل والوطن في خاصرة التدمير...
شعرت اليوم وكأن كل أوراقي تبكي دما...
لماذا سيدتي نعيش زمن المأساة...
هل لأننا نطبل كثيرا...وكلامنا أجوف...وقاموسنا رديء للغاية...
هل ماتت فينا الحضارة...أو أننا كنا على أطراف تلك الحضارة...
أعرف أن من يقولون أنهم يحبونك يتصارعون على كلمة وحرف...
لا تلعني أولادك سيدتي...لأن عدونا قدموا لهم الهداية...
لا...ليست كتب...أو كمبيوترات...بل السلاح...
أتظني سيدتي بأن النصر الحقيقي يأتي بالسلاح...
إسمعي الأنباء...والحقيقة كلها كاذبة...لأننا إتفقنا من البداية أن الإعلام كاذب...
أرأيت لم أقلها أنا ...أنت من قالها...الكل ينبح...
غسلوا حروفنا...ومشينا في الضباب...وأرسلونا الى المجهول...
وما عدنا نعرف بعضنا البعض...تحولنا الى نوع من الحيوانات...
فمات فينا الإنسان...وعيوننا تنعي المستقبل...
ولحظاتنا تدور في مكانها...
أنا خجل منك سيدتي...
كان أولادنا يكتبون على جدران البيوت...واليوم على جدران الكهوف...
يحبون أن يعبروا عما في صدورهم...فكتبوا...نحبك يا بلادنا...
ونسوا هؤلاء أنهم غدا سيخروجون من الكهوف يلملمون الجهل...
ألم تدمر مدارسهم...ويهجر مدرسيهم...ولم يبقى لهم إلا وجه أم وأب وأخ...
تحياتي
سن لايت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق