بلاد الياسمين
قالوا لي بلاد الشام...قلت لهم بلاد الياسمين...
قالوا لي الأرض الحبيبة الى قلوبنا...قلت لهم ولماذا قطعتم أوصالها...
هل شاهدت نساءها...هل رأيتم إمرأة واحدة في أخباركم تضحك...
كنت أظنها كذبة يوم قالوا لي عادت الحياة الى حبيبتك...
أية حياة هذه والفوضى تعم أرجاء بلاد الياسمين...
حتى الخربشات التي رسمها أطفالها تحولت الى مدافع ودبابات...
آلام بلاد الياسمين كبيرة وعميقة...
أخبروني بأن أسوار مدارسها تهدمت...
وحطموا كل ألعاب الأطفال في حدائقها...
وزرعوا في أرحام الأمهات الحزن والألم...
والدموع أصبحت شريدة في شوارعها...
حتى الرجال بكت على ضياع ماضيها...
ومئذنة أكثر الجوامع دكت بأسلحة كافرة حملتها بواخر مجرمة...
وهذه البساتين...لبست قمصان من النار بإسم الحرية...
نبحث في شوارع بلاد الياسمين عن وجه ضاحك...فيهرب من الحب...
نفتش في أسواق بلاد الياسمين عن الزحمة...
فتضحك تلك الشوارع قائلة تحولنا الى قبور يا سيدي...
حزين أنا لأنك لم تفهمي من عاش على أرضك...
كان شقيا...واليوم ضائعا...وغدا لاجئا...
اليوم كل الناس في شوارعك خلعوا ثيابهم...وباعوا أحلامهم...
وبكوا على الطمأنينة...وما عدنا نجد زنبقة واحدة في عيونك...
والغريب مع الدمار والدم والدموع...ما زالت هناك بشر ترقص...
وعندما سألت شوارع بلاد الياسمين...ما هذه الحالة يا سيدتي...
في أي عصر نحن...وهل هؤلاء يكتبون التاريخ بصورة جديدة...
بالرغم من أنها مذبوحة قالت لي...إنهم يتزوجون...
إنهم يريدون أن يعطوا الحياة شريانا جديدا...
آه يا بلاد الياسمين...لا تغضبي على من يفعل ذلك...
هم يريدون أن يطيرون آلامهم بالرقص على أحزان الآخرين...
حبيبتي لا تشنقي ذاتك...فالغضب لن يعطيك الحق...
والناي لن يزرع السعادة في القلوب...
والكلام لن يجد لنا الحليب لأطفالنا...
فليتزوجوا وليرقصوا ...في الحقيقة نحن بحاجة الى مزيد من الرجال...
لأن من يفعل ذلك النساء...
لأن الإضطهاد والتنكيل ينتظرهم...
والتاريخ بحاجة لأن يكتب من جديد قصة أخرى...
أبشع من قصة الإستعمار...
اليوم الأفكار تستعمرنا...والحقيقة المرة أفكارنا نحن...كتبنا نحن...
أنا بخجل أقول لك...البريء في العراق يترحم على الحكم البائد...
الساذج في مصر يقول في أيام الرئيس المخلوع كنا أفضل...
والبسيط أيضا يتمتم ما لنا والحرية كنا في بلاد الياسمين مرتاحين...
حقيقة من يستطيع أن يثقف المواطن العربي...
من بإمكانه أن يخبرني كيف على المواطن العربي أن يتعايش مع هذه التغييرات القاسية...
كيف لهذا التاريخ الغبي أن يكتب تاريخا صادقا...
تحياتي
سن لايت

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق